الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توضيح حول آيتين من كتاب الله

السؤال

أحسن الله إليكم هل هناك رابط بين قوله تعالى " الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم " سورة النجم وبين قوله تعالى في سورة المعارج " فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون "أفتونا جزاكم الله خيرا وسدد خطاكم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يوجد ترابط أو تنافر بين الآيتين الكريمتين، فقوله تعالى: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ (لنجم: 32). مدح منه لهؤلاء، قال الطبري: الذين يبتعدون عن كبائر الإثم التي نهى الله عنها وحرمها عليهم، فلا يقربونها... وهذه الكبائر هي الشرك والزنا وغيرهما، واختلف أهل التأويل في معنى "إلا" من قوله تعالى: "إلا اللمم" فقال البعض: هي بمعنى الاستثناء المنقطع، أي إلا اللمم الذي ألموا به من الإثم والفواحش في الجاهلية قبل الإسلام، فإن الله قد عفا لهم عنه، فلا يأخذهم به. وقال البعض: الاستثناء صحيح، "إلا اللمم" معناه: إلا ما دون كبائر الإثم، ودون الفواحش الموجبة للحدود في الدنيا والعذاب في الآخرة، فإن ذلك معفو لهم عنه. وهو نظير قوله تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ (النساء: 31).الآية.انظر الطبري (11/252)

وأما الآية الأخرى وهي في سورتي المؤمنون والمعارج، فإن الله تعالى بعد ذكر صفات المؤمنين بين صفة مناقضة لتلك الصفات، وأن من التمس لفرجه منكحا سوى زوجته وملك يمينه، فإنه من العادين على حدود الله، والمجاوزين ما أحل الله لهم إلى ما حرم عليهم، راجع القرطبي والطبري وابن كثير..

وليس بين الآيتين ترابط إلا في أن كلا منهما تأمر بالابتعاد عن الفواحش، فالأولى تأمر بذلك مجملا، والثانية تخص الفرج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني