الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من كتب الإجابة التي سمعها من المدرس في الامتحان

السؤال

عندما دخلت مؤسسة تعليمية ذهبت لاختبار القبول فيها؛ نظرا لأني لم أذهب لهذه المؤسسة منذ الابتدائية، بل ذهبت إليها متأخرا، وللأسف الشديد الجميع يغش من بعضهم، وفي هذه المؤسسة معروف أن المعلمين يغششون الطلاب. فأنا حللت الاختبار، وبعدها غششونا، فوجدت أن هنالك إجابات خطأ عندي، لكني لم أصححها، وتركتها كما هي، والحمد لله. بعدها نجحت.
سؤال: إن تكرر هذا الأمر مجددا في اختبار نصف العام، أو نهاية العام، أو حتى في الثانوي. هل عندما يغشش المعلمون الطلاب أسد أذني؟ أم لا أركز معهم؟
فإن كان الجواب: نعم. فهنا يحدث إشكال، فكل الطلاب سيسمعون الإجابات، وقد يصبحون أوائل عليّ، أو يدخلون كليات لا يستحقونها.
أنا لا أتحدث عن الغش من الزملاء من تلقاء نفسي، أنا أتحدث عندما يغشش المعلمون الطلاب، ورأيت في إحدى فتاواكم أنه إذا سمع الطالب دون طلب من أحد، فلا حرج عليه في كتابة الإجابة، لكن عندما يغششوننا هل أسد أذني أم أنصت؟
علما بأني لا أحب الغش، ولم أغش إلا في مرة، حدثت زلة، وغششت من لوحة سؤالا، لكن بعدها -ولله الحمد- أُلغي ذلك الاختبار، ومرة عندما كنت صغيرا، لكن غششت خطأً. أما غير ذلك؛ فأنا لا أغش من أحد، ولا أغشش أحدا.
وسؤال آخر بعد أن انتهيت من الاختبار الورقي اختبرونا اختبارا شفويا في القرآن، والمفترض أن يختبرونا حتى سورة معينة، لكني لا أعلم إلى أين، وأنا قبل دخولي الاختبار لم أراجع القرآن، لعلمي أنه اختبار روتيني، وأنهم سينجحون الجميع، وفي هذا الاختبار كانوا يقولون لنا: ماذا تحفظون؟ فكان الأغلب يُجيبون بجزء عم، فيسألونهم سؤالين سهلين، ومع السلامة.
وهذا واضح أنه خطأ، وغير صواب؛ لأن الاختبار ليس فى جزء عم فقط، بل في أكثر من ذلك. أنا قلت لهم أني (أحفظ كل القرآن، وغير مثبت، ولا أتذكر معظمه للأسف). فقالوا لي: قل ما تحفظه، فقرأت من أول سورة البقرة، وسألوني عن سورة طه فقلت: أتذكر أولها، فقلت أول آياتها، وانتهى الدور.
مع أنه من المفترض أن يختبروني في أكثر من ذلك، لكن إن كانوا اختبروني اختبارا صحيحا في كل ما حفظوه من القرآن في المؤسسة في الفترة التي لم أكن فيها في المؤسسة كان من الممكن أن أفشل. فهل عليّ شيء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالطالب في مثل هذه الحال -وإن كان لا يؤمر بسد إذنه-، ولكنه مطالب أيضا بألا يتعمد الغش، فما ألقي في سمعه بعد ذلك دون طلب ولا بحث، قد يرخص في الاستفادة منه، ولاسيما إذا روعي سماع جميع الطلاب له. وعلى أية حال فهذا موضع شبهة وتردد، كما سبق بيانه في الفتوى: 345952.

وعلى ذلك، فالأورع هو التشاغل، أو عدم التركيز مع من يلقن الطلاب الجواب، ولكن لا نجزم بوجوب ذلك، فنحكم بإثم من يستمع ويستفيد.

وأما السؤال الثاني فجوابه: أن مسئولية ذلك تقع على المدرسة والمدرسين الذين يقومون باختبار الطلاب، لا على الطالب نفسه الذي يجيب عما يسأل عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني