الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقضي البالغ الذي أفطر بغير عذر الصيامَ على التراخي؟

السؤال

أفطرت في أول رمضان لي؛ لأني قد بلغت في سن ما بين (11 -13) لا أذكر تحديدًا، وقد سأل أبي هل يجوز لي أن أفطر، وأنا لا أقدر على الصيام؛ لكوني صغيرة السن، فكانت الإجابة: نعم، إذا لم أقدر، مع وجوب الفدية، وعلمت بهذا الأمر قبل مدة طويلة، إلا أنني لم أبحث في الأمر، وقبل أيام علمت أن عليّ قضاء ذلك الشهر، فهل عليّ الفدية، رغم أن سني هو 20 سنة و10 أشهر، ولا زلت أدرس؟ وهل يجوز تأخير هذا القضاء أيامًا فقط، لكن قبل رمضان المقبل -إن شاء الله-؟ وهل يجوز صيام هذا الشهر بشكل متفرق؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذه الفتوى التي أُفتِيَ بها أبوك، غلط بلا شك؛ فإن البالغ لا يجوز له تعمّد الفطر لغير عذر -من سفر، أو مرض-.

وإذ قد أفطرت لغير عذر؛ فالواجب عليك قضاء هذا الشهر.

ثم إن القضاء يجب على الفور، لا على التراخي؛ لكونك أفطرت عامدة بغير عذر، قال الإمام النووي في المجموع: الصوم الفائت من رمضان كالصلاة، فإن كان معذورًا في فواته -كالفائت بالحيض، والنفاس، والمرض، والإغماء، والسفر-؛ فقضاؤه على التراخي، ما لم يحضر رمضان السنة القابلة.. وإن كان متعديًا في فواته؛ ففيه الوجهان؛ كالصلاة، أصحهما عند العراقيين: قضاؤه على التراخي، وأصحهما عند الخراسانيين، وبعض العراقيين، وهو الصواب: أنه على الفور. انتهى

ومن ثَمَّ؛ فالواجب عليك الآن المبادرة بقضاء هذا الشهر غير مقيد برمضان التالي، بل تقضينه فورًا من غير تأخير، إلا أن يكون لك عذر -من مرض، أو سفر-.

وعليك مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم أخّرت قضاءه، في قول جمهور العلماء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني