السؤال
زميلي في الغرفة لا يصلي، وعندما يجدني ارتكبت خطأ يقول لي: إنك تصلي، وتفعل هذا. مرة كنت عائدا من صلاة الصبح، وتجادلنا في أمر، فقال لي: أنت رجعت من صلاة الصبح، وتقول لي هذا الكلام. أنت تعتبر منافقا؛ لأنك تصلي، وتعمل الآثام، وأنا لست كذلك.
مع العلم أنه معي في الغرفة من أربع سنوات، لم يركع لله ركعة. يعتبر الصلاة للمتدينين فقط.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاتهام المصلي بالنفاق لمجرد أنه يقع منه الخطأ والزلل هذا لا يقوله إلا جاهل متحامل على أهل الصلاة، فالوقوع في الذنب والخطأ لا يسلم منه أحد، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.
وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من حديث أن الصلوات الخمس سبب لتكفير ذنوب العبد، وأنها مثل النهر الجاري يمحو الله بها الخطايا، فالمصلي يقع في الخطايا كغيره من الناس، ولكنه أقرب إلى مغفرة الله وعفوه من غير المصلي، وترك الصلاة جريمة عظيمة ومنكر كبير، وراجع الفتوى : 130853.
فالواجب على جارك في الغرفة أن يتقي الله، ويتوب إليه، ويصلي فهو على خطر عظيم، وإن أصرَّ على ترك الصلاة، فإنه جار سوء لا خير لك في جواره، وابحث عن جار صالح يعينك على طاعة الله تعالى، وانظر الفتوى: 376873، والفتوى: 80690، والفتوى: 71219، والفتوى: 50971.
والله أعلم.