السؤال
أنا متزوج، ولي بنين وبنات، وتزوّجت امرأة أخرى، ودخلت بها دون علم أهلي وزوجتي الأولى، وبعدها أخبرت زوجتي بزواجي الثاني، فحاربني كل أهلي، وإخواني، وأخواتي، وعشيرة زوجتي حربًا لا يعلمها إلا الله؛ لأن أخواتي الاثنتين متزوجتان من إخوان زوجتي الأولى.
والذي حصل أن زوجتي الأولى تركت أولادي، وبيتي، وذهبت إلى بيت أهلها، وطرد إخوان زوجتي أخواتي من بيوتهنّ مع أطفالهنّ، وجاؤوا جميعهم إلى بيت أمّي، وفسدت العلاقات الأسرية، وحدثت مشاكل لا حصر لها؛ وأخواتي أصبحن يقلن لي: أنت السبب في خراب بيوتنا، ودمار عوائلنا، وتشرّد أطفالنا، وأنا لا أستطيع أن أسرد ما حصل بالتفصيل، ولكن الله من فوق سبع سماوات شاهد، وسمع ما حصل عليَّ من ضغوط كي أطلق الزوجة الثانية، وقسم من الناس نالوا من عرضي -سامحهم الله تعالى-.
ومع كل هذا الإكراه الذي حصل، كنت متمسكًا بزوجتي الثانية؛ لأني أحبّها، ولا أريد طلاقها، إلى أن وصل الحال أن أحد إخواني هدّد، وقال لي: سأذهب إلى بيت أهل الزوجة الثانية، وسأحرق بيتهم، وهذا كناية أنه سيذهب للشجار والعراك مع أهل الزوجة الثانية، وهو صادق في كلامه، وقادر على فعل ذلك، وأنا لا أستطيع ردعه عن هذا الأمر؛ كوني بعيدًا عن المدينة التي يسكن فيها أهل زوجتي الثانية؛ لذلك قلت له: قف مكانك، فسأطلق زوجتي الثانية.
وحصل مني الطلاق مرغمًا ومكرهًا عليه إرغامًا وإكراهًا شديدًا، والله على ما أقول شهيد.
وأنا أشعر بالظلم الذي وقع على زوجتي الثانية؛ فلو أنهم قطعوا مني يدًا أو رجلًا لكان أهون عليّ من طلاقها، والله وحده رآني كم بكيت بحرقة بسبب الشعور بالظلم الذي وقع عليّ، وعلى الزوجة المسكينة، وأنا في الخمسين من عمري.
قمت بمراجعة أقوال أهل العلم في هذه المسألة، وفضّلت أن أستشيركم -جزاكم الله خير الجزاء-، وأريد أن أبيّن لكم أن القوم أكرهوني إكراهًا شديدًا فقط من أجل المال والمصالح، فهل هذا الطلاق واقع أم غير واقع؟