السؤال
أحد معارفي شاب يحب المسجد، يذهب معي بسيارتي للمسجد، بيد أنه ليس مهندما عندما يذهب إلى المسجد. أعني أنه يلبس ملابس المنزل، أو قل: ملابس النوم، وقد تبدو غير نظيفة، كما أنه كثير الطلبات مني بأن آخذه إلى أماكن كثيرة بالسيارة لقضاء حوائجه.
يتصل عليّ بالتلفون كثيرا لمناقشة أمور غير مهمة. أحيانا أقول لنفسي أن أقطع علاقتي معه نهائيا، ولكنني أرجع، وأقول لنفسي: يجب أن لا أضيع فضل وأجر أخذه للمسجد.
هو رث الثياب، وهذه إحدى الأشياء التي تجعلني لا أتقبله. سؤالي: هل إن تركته وحاله عليَّ ذنب؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأخذك للرجل معك في سيارتك إلى المسجد هو من التعاون على البر والتقوى، ومن عمل الخير المستحب، وقد رغب النبي -صلى الله عليه وسلم- في مثل هذا النوع من أعمال الخير، نعني إركاب من يحتاج الركوب عند القدرة عليه، ففي الحديث: مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ. رواه مسلم وأبو داود وغيرهما.
قال في مرقاة المفاتيح: مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ: أَيْ: زِيَادَةُ مَرْكُوبٍ عَنْ نَفْسِهِ (فَلْيَعُدْ بِهِ): أَيْ: فَلْيَرْفُقْ بِهِ (عَلَى من لَا ظَهْرَ لَهُ): وَيَحْمِلُهُ عَلَى ظَهْرِهِ. اهــ.
وقال النووي في شرح مسلم: فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْحَثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَالْجُودِ، وَالْمُوَاسَاةِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى الرُّفْقَةِ وَالْأَصْحَابِ، وَالِاعْتِنَاءِ بِمَصَالِحِ الْأَصْحَابِ. اهــ.
فما دام في سيارتك متسع لركوبه، فاحمله معك إلى المسجد، وتؤجر -إن شاء الله تعالى-، ولا تقطع على نفسك هذا الخير لمجرد ما ذكرت عنه، وإذا كرهت صحبته، ولم تحمله؛ فلا إثم عليك.
وعلى حال ينبغي لك أن تنصحه برفق وحكمة أنه يستحب للمصلي عموما والمصلي في جماعة خصوصا أن يلبس أحسن ثيابه وأن أنظفها، وأن يتطيب بما يستطيع، قال تعالى: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ {الأعراف:31}.
وقال صلى النبي الله عليه وسلم: إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه، فإن الله أحق من تزين له. رواه الطبراني في المعجم، وصححه الألباني.
والله أعلم.