الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في التعلم عن طريق الكتب

السؤال

الدين قائم على القرآن و السنة والجمع بينهما، فلا يؤخذ القرآن فقط ولا تؤخذ السنة فقط. فلو جئنا لموضوع كالصلوات الخمس، فلا نأخذها من الآيات فقط، والأحاديث فقط، بل نأخذهما من مجموعهما.
ولا يمكن أن يوجد كتاب، أو موسوعة تحتوي كل الدين، هذا محال، ولكن بالنسبة للمسلم العادي الذي يريد أن يقيم دينه بشكل كامل، فإن طريقتي الدينية هي كالتالي: آخذ كتابا عن موضوع معين (ألفه عالم مختص موثوق) ثم أطبق ما ورد في الكتاب.
فمثلا عبادة الإخلاص: أخذت فيها كتابا جامعا في هذا الموضوع لأجل تحقيق الإخلاص، وكذلك عبادة: الصبر، أخذت فيها كتاب: عدة الصابرين. عبادة التوبة: أخذت موسوعة المسلم في التوبة للبياتي، وليس هذا مقتصرا فقط -بالنسبة لي- على العبادات في الدين، بل في كل جوانب الدين. فمثلا في توحيد الألوهية أخذت كتاب: شرح تيسير العزيز الحميد.
طريقتي في كل مواضيع الدين أن آخذ كتابا جامعا من استشارة متخصص عنه، ثم أطبقه، ثم إذا أشكل شيء بحثت في الفتاوى عنه.
سؤالي: هل هذه الطريقة صحيحة؟ أخذ الدين من الكتب بهذه الطريقة؛ لأن العلم في العادة يؤخذ من التلقي من العلماء مباشرة، مع العلم أن هذه الطريقة هي طريقة أخذي للدين دائما منذ سنوات.
الذي أعرفه أن الطريقة المعتادة هي التلقي عن العلماء، فجبريل عليه السلام علم نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم، ونبينا محمد علم الصحابة -رضي الله عنهم- والصحابة علموا من بعدهم إلى أن جاء عصرنا بهذه الطريقة، فكان في العادة أن العلم لا يؤخذ بالكتب وحدها وإنما دائما هناك عالم يعلم الكتب.
ولكن المشكلة في تلقي العلم من العلماء أنه قد لا يتوفر الوقت لحضور شرح لكتاب معين، كما أن هناك كتبا كثيرة مما لدي ومما ليست لدي، لا يوجد أحد يشرحها.
مع ملاحظة أن كلامي عن مسلم عادي (عابد) لا عن طالب علم يريد أن يصير عالما متخصصا في الشريعة، ولا عن عالم متخصص في الشريعة، فأنا تخصصي الذي نذرت له نفسي مختلف عن العلم الشرعي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في تعلم العلم عن طريق الكتب المصنفة المعروفة بسهولة الأسلوب ووضوح العبارة، وأن تسأل أهل العلم الموثوقين عما أشكل عليك.

والأصل محاولة مشافهة الشيوخ وتلقي العلم في حلق العلم ومجالسه، ولكن إن تعذر هذا لضيق وقت، أو عدم العالم الثقة فلا حرج في مطالعة هذه الكتب بمشورة المختصين من أهل العلم المستقيمين على السنة.

ولتتحر أمثل الكتب وأقربها لفهمك وأسهلها أسلوبا وأوضحها عبارة، ومتى تيسر لك سماع دروس العلماء الموثوقين كدروس الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- فافعل؛ فإن في ذلك فائدة كبيرة.

نسأل الله أن يرزقنا وإياك العلم النافع، والعمل الصالح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني