الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طلب إيصال مزيف بالأكل في المطعم

السؤال

حياكم الله.
سؤالي هو: أنا تاجر في إحدى الدول الأوروبية. اتصل بي أحد المسلمين وهو يعمل في إحدى الشركات.
كل سنة تعطيهم ليأكلوا في أحد المطاعم. هذا الأخ طلب مني أن أعطيه وصفة كأنه أكل في مطعمي، وهو لم يأكل عندي.
فما حكم الشرع في هذا؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان المراد أن هذا الأخ قد طلب منك أن تعطيه ما يدل على أنه أكل في مطعمك؛ لينتفع ببدله لدى جهة عمله.

والواقع أنه لم يأكل؛ فهذا يعتبر تزويرا محرما، وغشا وتحايلا لا يباح فعله، ولا الإعانة عليه.

والغش والخديعة خلقان محرمان مذمومان، لا يتصف بهما المؤمن الذي يخاف ربه، ولا ينبغي له أن يزاولهما أصلا، وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من غشنا فليس منا. أخرجه مسلم عن أبي هريرة، وأخرج عنه أيضا: من غش فليس مني. وأخرج الطبراني أيضا: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار.

وهذا يعم كل غش، وكل خديعة، وكل مكر في أيِّ مجال كان، وفي حق أيِّ شخص، كما يتبين من ألفاظ الحديث.

وعليه؛ فلا يجوز لك فعل ذلك. فاعتذر إليه، وبين له حرمة هذا الفعل. ففي الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري في صحيحه والإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه وغيرهم، ولفظه في البخاري عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله؛ أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني