الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوضوء بدل الاغتسال من الجنابة بسبب كثرة الاحتلام وضيق الوقت

السؤال

أنا شاب عمري ٢٣ سنة، وطول الوقت الذي مضى كنت أحتلم، وعند استيقاظي من النوم أتوضأ للصلاة دون اغتسال؛ لأن ذلك كان يحدث كثيرًا، ونظرًا لضيق الوقت بين الاستيقاظ والصلاة، كنت أتوضأ للصلاة فقط، وكذلك لصلاة الجمعة، فهل يجوز لي عندما أحتلم أن أتوضأ فقط؛ لأن هذا يسبب ضيقًا شديدا لي؟ وهل لا بد من تغيير الملابس؛ لأنه من الممكن أن تكون كل الملابس في الغسالة، ولا يوجد شيء متاح من اللباس الداخلي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز أن تتوضأ بدل الاغتسال من الجنابة، ولا تصحّ الصلاة بذلك، والوضوء لا يرفع الحدث الأكبر.

وضيق الوقت، لا يباح معه الاكتفاء بالوضوء بدل الغسل، وإنما يتيمّم ويصلّي عند بعض الفقهاء من خاف خروج الوقت إن اغتسل.

والذي عليه جمهور أهل العلم أن من استيقظ وهو جنب، وقد ضاق الوقت عن الاغتسال والصلاة؛ فإنه يلزمه الاغتسال، ولو خرج وقت الصلاة، وهو المفتى به عندنا في هذا الموقع، كما سبق بيانه في الفتوى: 129516، وهي بعنوان: كيف يصلي من استيقظ جنبًا قرب شروق الشمس.

وأما أن تكتفي بالوضوء؛ فهذا لا يصحّ، والقول بجواز الاكتفاء بالوضوء هنا يكاد يكون شاذًّا، كما ذكرناه في الفتوى: 363706؛ فالواجب عليك قضاء تلك الصلوات التي صليتها وأنت جنب مكتفيًا بالوضوء، وانظر الفتوى: 240820.

وما ذكرته من عدم وجود بديل للملابس الداخلية؛ ليس عذرًا في ترك الاغتسال والصلاة، ويكفيك ستر عورتك بالملابس الخارجية، وراجع للفائدة الفتوى: 63403.

ونوصيك -أخي السائل- بأن تجتهد في طلب العلم؛ حتى ترفع الجهل عن نفسك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني