الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إرسال الطلاب لمغاسل الموتى لأخذ العظة

السؤال

يا شيخ هل يجوز بدلا من إرسال طلاب الجامعة أو المدرسة إلى رحلات هابطة أن نرسلهم لأحد مغاسل الموتى للموعظة وبيان آلات الغسل لهم، وأيضاً ما حكم هذه الحالة عند وجود ميت فيجتمعون حوله لينظروا إليه، وهل يجوز الكلام عند الميت والرد على الهاتف أو الضحك سواء بالمقبرة أو عند غسل الميت؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي للمشرفين على تعليم الطلاب أو التلاميذ أن يحرصوا على توظيف أوقات هؤلاء المتعلمين، لأن ذلك من أداء الأمانة والقيام بالمسؤولية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

وبالتالي فلا ينبغي تضييع أوقات هؤلاء المتعلمين بالرحلات الفارغة التي لا تعود بالنفع عليهم.

وبالنسبة لإرسال الطلاب إلى مغاسل الموتى للموعظة والاطلاع على آلات الغسل فلا بأس به، ونظرهم إلى الميت مباح إذا كان هذا النظر مما يباح في حياته، فلا يجوز النظر إلى ما لا يجوز النظر إليه في حال الحياة، قال البهوتي في دقائق أولي النهى: ولا بأس بتقبيله -أي الميت- والنظر إليه ممن يباح له ذلك في الحياة. انتهى.

ومع هذا فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أنه يستحب ستر الميت عن أعين الناظرين، قال الإمام النووي في المجموع: ويستحب أن يستر الميت من العيون لأنه قد يكون في بدنه عيب كان يكتمه. انتهى.

أما الكلام بغير ذكر الله تعالى أو الضحك ونحو ذلك بحضرة الميت أو في المقبرة فقد كرهه أهل العلم، وهو دليل على قسوة قلب صاحبه وعدم دخول الموعظة إلى قلبه، وراجع الفتوى رقم: 33231.

أما الرد على الهاتف في تلك الأحوال فإن كان لحاجة فلا بأس به لكن يقتصر فيه على قدر الحاجة فقط.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني