السؤال
لدي برنامج المسبحة، وأجمع فيه استغفاري، كل يوم أستغفر مئة مرة، وأريد أن يصل المجموع إلى مليون أو أكثر، بعد سنة أو أكثر.
أحيانا أكون متعبة أو نعسانة وأستغفر، وأحيانا أشاهد اليوتيوب وأستغفر.
هل هذا الاستغفار مقبول؟ أستغفر بشكل سريع ويهمني العدد؟ أحيانا كثيرة يكون بالي ليس مع الاستغفار، لكني أستغفر؛ لأن لدي قاعدة كل يوم ١٠٠ استغفار.
أود سؤالكم: هل يجب أن أستغفر أو أصلي على النبي وآله ببطء وتركيز وتمعن؛ لكي تتقبل مني، أو الأعمال بالنيات، ويتقبل الله ما يشاء ممن يشاء؟
وكذلك عند قضاء الصلاة أحيانا يكون بالي ليس مع الصلاة، إنما أهتم بعدد الصلاة التي يجب أن أنهيها، وكذلك قراءة الأدعية. لا أعلم هل هي مقبولة أم النية في القلب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأصل الأجر حاصل لمن يستغفر بلسانه، ولكن كماله متوقف على حضور القلب، فكما أن الاستغفار باللسان مع حضور القلب أفضل منه باللسان وحده، فكذلك الاستغفار باللسان وحده أفضل من السكوت.
قال الغزالي في الإحياء: الاستغفار باللسان أيضا حسنة؛ إذ حركة اللسان بها عن غفلة خير، من حركة اللسان في تلك الساعة بغيبة مسلم، أو فضول كلام، بل هو خير من السكوت عنه، فيظهر فضله بالإضافة إلى السكوت عنه، وإنما يكون نقصانا بالإضافة إلى عمل القلب. اهـ.
وراجعي في ذلك الفتاوى: 384637، 65923، 105721.
وعلى ذلك؛ فحرص السائلة على إكثار العدد ولو مع شرود الذهن، له ثوابه وأجره، ولكن الأفضل هو ما كان مع حضور القلب والتركيز ولو كان أقل في العدد.
قال ابن القيم في الوابل الصيب، بعد بيان أنواع الذكر: تكون بالقلب واللسان تارة، وذلك أفضل الذكر.
وبالقلب وحده تارة، وهي الدرجة الثانية، وباللسان وحده تارة، وهي الدرجة الثالثة.
فأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان، وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده؛ لأن ذكر القلب يثمر المعرفة ويهيج المحبة، ويثير الحياء، ويبعث على المخافة، ويدعو إلى المراقبة، ويزع عن التقصير في الطاعات والتهاون في المعاصي والسيئات، وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئاً منها، فثمرته ضعيفة. اهـ.
وانظري الفتوى: 241192.
والله أعلم.