الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترجمة الكتاب الذي يحوي أحاديث ضعيفة

السؤال

أنا مترجم من العربية إلى لغتي، وأنا بصدد ترجمة كتاب يعرض أمورًا عن الإسلام عمومًا، وهو مفيد لا بأس به للمبتدئين، لكنّ فؤادي تشوّش من وجود أحاديث ضعيفة في الكتاب، ومنها ما هو ضعيف جدًّا، ومنها أحاديث معلقة دون إسنادها، وخطر في بالي أن أخرّج الأحاديث بنفسي، مع الترجمة، وأنه إذا كتب حديثًا ضعيفًا، فسأكتب آخر صحيحًا في نفس معناه في الهامش، لكني أظن أن ذلك سيطيل الكتاب، وقد يكون فيه تنقّص للمؤلف -رحمه الله-، فهل أترجمه مع هذه الحالة، أم أشتغل بغيره؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فبداية ننبه على أن اختيار الكتاب المراد ترجمته أمر مهم، وإن لم يكن ذلك من ناحية الجواز، فمن ناحية الأفضلية، وزيادة الفائدة، وتعلّق موضوعه بواقع الناس، وما هم أحوج إليه؛ ولذلك نوصي السائل بمشاورة أهل العلم والمتخصصين في اختيار الكتاب، وهذا على وجه العموم.

وأما مسألة الأحاديث الضعيفة؛ فينبغي الانتباه أولًا إلى أن الحكم على الحديث بالضعف أو الصحة يكون في كثير من الأحيان محل خلاف بين العلماء قديمًا وحديثًا.

وحكم هذا حكم غيره من مسائل الخلاف السائغ المعتبر، وقد سبق لنا بيان أنواع الخلاف، وبيان أسباب اختلاف العلماء في الحكم على الحديث، وموقف العاميّ من ذلك؛ فراجع الفتاوى: 26350، 206938، 139456، 340027.

وأما ما لم يصحّحه أحد من أهل العلم، أو اتفق العلماء على ضعفه؛ فهذا الذي ينبغي التنبيه عليه، ولا سيما إذا اشتدّ ضعفه.

وأما بخصوص سؤال السائل، فجوابه يعتمد على فائدة الكتاب، والغالب على أحاديثه:

فإن كان الكتاب مفيدًا في الجملة، والغالب على أحاديثه الصحة؛ فلا حرج في ترجمته.

ويحسن بالمترجِم نقل خلاصة ما وجده من حكم المحدثين على الأحاديث الضعيفة في هامش الكتاب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني