الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجزئ إمرار الأذكار القولية على القلب بدون تلفظ وتحريك اللسان؟

السؤال

دائما يراودني سؤال، وأبحث عنه، فلا أجد إجابة واضحة، أتمنى أن تعطوني الرأي الصحيح فيه.
هل الصحيح في الذكر، وقراءة القرآن، والتسمية مثلا: التلفظ به؛ سواء بصوت منخفض، أو جهوري؟ أم يصح مثلا: أن أسمي، وأحمد في قلبي أثناء شرب الماء، والتسبيح، والذكر؟ وكذلك عند أذكار النوم؛ هل يجب أن نتلفظ بها؟ أم نقولها في أنفسنا دون تلفظ؟
كنت قبل فترة اكتشفت أن قراءة القرآن يجب أن تكون بالتلفظ، رغم أنني كنت سابقا أقرؤها فقط بعيني. وأيضا اكتشفت حديثا أنه في الصلاة يجب التلفظ حتى تسمع نفسك على الأقل. رغم أنني وكثير ممن عرفت كنا نصلي دون صوت أبدا، ونحرص على ذلك.
وهذا السؤال ينطبق على كل الأذكار والأدعية؛ كالحمد بعد العطس، والحمد بعد الخروج من الحمام، والسلام، والتسمية عند دخول البيت، والدعاء بعد الأذان.
الله سبحانه وتعالى قال: "وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور".
أعتذر عن الإطالة، ولكن أتمنى التوضيح.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الأذكار القولية -كتلاوة القرآن، وغيرها من أنواع الذكر الوارد- لا بد فيها من تحريك اللسان، وجمهور العلماء على أنه يجب مع ذلك إسماع النفس.

وأما مجرد إمرار الذكر، أو آيات القرآن على القلب دون تلفظ، وتحريك اللسان؛ فلا يعتبر ذكرا قوليا، ولا يجزئ في الأذكار الواجبة في الصلاة.

وأما خارج الصلاة: فإن الذكر بالقلب وحده عبادة قلبية يثاب عليها، لكنه دون مرتبة الذكر باللسان مع القلب، ولا يشمله الفضل والأجر المرتب على الذكر القولي.

وراجعي تفصيل هذا في الفتاوى: 190033، 136969، 186391، 419512.

وأما قوله سبحانه: وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {الملك:13}، فلا علاقة له بما سألتِ عنه، فالآية فيها أن السر والعلانية سواء بالنسبة إلى علم الله سبحانه.

جاء في تفسير أبي السعود: {وأسروا قولكم أو اجهروا به} بيان لتساوي السر والجهر بالنسبة إلى علمه تعالى، كما في قوله: {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به} قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: نزلت في المشركين، كانوا ينالون من النبي -عليه الصلاة والسلام-، فيوحى إليه -عليه الصلاة والسلام-، فقال بعضهم لبعض: أسروا قولكم؛ كيلا يسمع رب محمد، فقيل لهم: أسروا ذلك أو اجهروا به؛ فإن الله يعلمه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني