الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كراهة الإسراف في الماء

السؤال

تسكن معي عمتي أخت أبي، وليس لها بعد الله إلا أنا، ولكنها تسرف في الماء كثيرا. تتوضأ بقدر ثلاثة أشخاص، وإن وجدت ماءً كثيرًا في الحمام أفرغته، وإن كان بكمية 20 لترا. وعند مرور أية بقرة أو حمار تأخذ الكثير من الماء وتسقيها. وتغتسل دائما من دون سبب.
وسعر الماء غالٍ، ونظرا لشراء الماء بكثرة، فإن زوجتي أو أمي إذا عاتبتها أو نصحتها تخرج من البيت تصيح، وتشتكي إلى الجيران، وكأن أحدا ضربها. والآن لا نقول لها شيئا، ولا تزال تسرف. فهل أنا آثم، أو عليَّ ذنب إن لم أمنعها من الإسراف؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه أما بعد:

فالإسراف في الوضوء والغسل مكروه. قال البهوتي في شرح الإقناع: (وَيُكْرَهُ الْإِسْرَافُ فِي الْمَاءِ وَلَوْ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ) لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ عَلَى سَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ؟ فَقَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ إسْرَافٌ؟ قَالَ: نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ. انتهى

فعليك أن تعلم عمتك، وتبين لها حكم الشرع بلين ورفق، وتدعوها إلى الاقتصاد في الماء، وتبين لها الطريقة الصحيحة في الوضوء والغسل، ويمكن أن تفعل ذلك بالتدريج، ولا تزجرها، ولا تغلظ عليها، وبخاصة إذا كان ذلك ينشأ عنه مفسدة، بل ارفق بها، ولِنْ لها، وبين لها أحكام الشرع بالحكمة والموعظة الحسنة.

وإن عجزت، ولم تستجب لك؛ فليس عليك إثم -إن شاء الله-، وليس عليك الإنكار عليها بما يؤدي إلى مفسدة أكبر من فعل هذا الأمر المكروه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني