السؤال
أرجو إفتائي في مسألة جواز التيمم للمريض.
أنا مريض بمرض انفصام الشخصية، والسكر.
تفكيري سليم، يعني حالة الجنون التي ترافق مرض الانفصام رفعت، لأني آخذ الدواء بانتظام.
أريد الآن أن أواظب على الصلاة بعد فترة انقطاع طويلة بسبب المرض، وتصوري عدم جواز التيمم لي؛ لأني لست معاقا حركياً، لكن الكسل الشديد الذي يرافق المرض موجود، والنفور من الحمّام لرفع الجنابة، والنفور من الوضوء، لكن أحب أن أصلي، وأحب سماع القرآن، والدروس الإسلامية، وأدعُو الله كل يوم أن يجعلني مقيم الصلاة. لكن مسألة الحمّام والوضوء تعيقني عن الصلاة، أستطيع أن أغتسل مرة في الأسبوع كحد أقصى، لكن أحيانا اُصبح على جنابة ولا أستطيع رفعها كما ذكرت لك.
طبيبي الذي يعالجني ليس مسلما، ولا أجد طبيبا مسلما في مدينتي التي أعيش فيها.
أفدني بفتوى، جزاك الله عني خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله -تعالى- لك الشفاء العاجل مما تعانيه، ولا شك أن هذا المرض له تأثيرٌ في العقل، وأن صاحبه قد تأتي عليه أوقات لا يستطيع فيها السيطرة ولا التحكم في أفعاله وسلوكه، وتصدر عنه أشياء رغما عنه.
ولا شك أن من هذه حالته أنه لا يؤاخذ بأفعاله، ولا شيء عليه فيها، وهو في حكم المكره أو المجنون، والمعتوه.
وراجع المزيد في الفتوى: 413854
وقد ذكرتَ في سؤالك أنك الآن سليم التفكير، ولله الحمد، وفي هذه الحالة، فإنك مخاطَب بالتكاليف الشرعية، ولا يجوز لك التيمم مع القدرة على الوضوء، كما لا يجوز لك ترك الغسل من الجنابة إذا وجب عليك.
فجاهد الكسل الذي تشعر به، واستعذ بالله -تعالى- من كيد الشيطان الرجيم، وأكثر من الدعاء، والالتجاء إلى الله تعالى.
وعلى افتراض أنك قد فقدت عقلك بسبب تأثير المرض، فإن التكاليف الشرعية تسقط عنك بما فيها الطهارة، والصلاة حتى تفيق.
وبخصوص الصلوات التي تركتها سابقا، فإن كانت قد فاتت عليك، وأنت فاقد العقل، فلست مطالبا بقضائها، وإن كنت تتمتع بعقلك، فيجب عليك قضاؤها حسب استطاعتك. وانظر الفتوى: 146743
وراجع عن كيفية قضاء الفوائت، الفتوى: 61320.
والله أعلم.