الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من استماع الغيبة والنميمة

السؤال

أنا أعاني من تأنيب ضمير قوي وحسرة، وأرجو أن تدلني إلى ما هو خير. كانت تجيء عندي بنت عمتي، وكانت دائما تشتكي من بنت خالتها، وتقول عنها كلاما سيئا، وأنا أقول لها: لا تحزني، إن شاء الله تتصالحان. وآخر مرتين جاءت توصل لي كلاما، وتقول لي إن البنت اغتابتني، وقالت كذا وكذا على زوجي، وأهلي، والتقيت بأمها، وأكدت لي، وقالت لي: نعم هي تضحك عليكِ. وأنا حزنت، وبقيت ساكتة خوفا من المشاكل.
وبعدها تصالحن معها، ولم يقلن شيئا، فاستغربت وقلت هذه تريد تعمل فتنة، فكلمت بنت خالتها، وقلت لها: لا تثقي فيها، وقلت لها كل شيء، وقلت لها تجعل الكلام بيننا فقط، وواجهتها، فقامت المشاكل، لا حول ولا قوة إلا بالله.
ندمت بشدة أني كلمتها، ودائما أستغفر لهن، وأدعو الله أن يهديهن ويتصالحن. وندمت على ما حصل ندما شديدا، واعترفت بخطئي، وأن ما فعلته حرام.
فما النصيحة التي تقدمها لي يا شيخ؟ مع العلم أني اعتذرت منهم، وطلبت المسامحة. وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنتِ بتوبتك مما وقعتِ فيه، ونصيحتنا لك؛ أن تثبتي على توبتك؛ وتحذري من استماع الغيبة أو النميمة، ولمعرفة الموقف الشرعي من النمام؛ راجعي الفتوى: 112691.

واجتهدي في الإصلاح بين المتخاصمين، فإنّ في الإصلاح بين الناس أجرًا عظيمًا، وفضلًا كبيرًا. فقد روى أبو داود، والترمذي عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البيت الحالقة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني