السؤال
فعلت في فترة المراهقة ذنبًا فاحشًا بأخي المريض بمرض لا يقدر فيه على الدفاع عن نفسه -لا بالقول، ولا بالفعل-، وبعدها ندمت ندمًا شديدًا؛ لأني إن طلبت منه مسامحتي، فلن يجيبني برفض أو بإيجاب، وقد فعلت.
وبالأمس وافته المنية، وأنا أشعر الآن بأني في بقعة من الهلاك، فماذا أفعل لكي يغفر الله زلّتي، خاصة أنها بيني وبين عبد من عباده لا يملك من أمره شيئًا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن قد وقعت في معصية شنيعة، ومنكر عظيم، لا تقبله الفطرة السليمة، وتأباه النفوس المستقيمة.
وبالرغم من بشاعة ما وقعت فيه، فإن الله تعالى يقبل توبة التائبين، بل ويفرح بها، فقد قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
فتُبْ إلى الله تعالى بصدق، واحذر من اليأس، والقنوط من رحمة الله تعالى.
ويظهر من سؤالك أنك نادم على ما اقترفتَ، والندم توبة. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه ابن ماجه، وغيره، وصححه الشيخ الألباني.
فأكثِرْ من الاستغفار، والأعمال الصالحة، وراجع شروط التوبة في الفتوى: 5450.
والله أعلم.