الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفارة اتهام البريء بما لم يعمله

السؤال

كنت في منزل خالي في الطابق العلوي، وابن خالي نائم في الطابق السفلي، وفي الطابق المتوسط توجد شقتان صغيرتان، واحدة كانت لفتاتين اكترتا الشقة لبضعة أيام من خالي، واحدة من الفتيات كانت مخطوبة في تلك الشقة، وفي الصباح الباكر سمع ابن خالي صوت فتاة ورجل يتكلمان عند الباب بصوت خافت، ويقول لها الباب مغلق، فابن خالي ظن بأن الخطيب تسلل إلى المنزل ليعمل فاحشة مع خطيبته، لكنه رجع إلى نومه، فلما استيقظنا قال لي ما سمع، وحكى لي القصة، وهو متيقن بأن من كان يتكلم هو خطيبها، فصدقته، واتصلنا بخطيبها وبدأنا نستجوبه ـ أنا وابن خالي ـ فحلف لنا بأنه لم يأت، وبعد ذلك تبين أنه فعلا لم يأت، والشخص الذي كان يتكلم مع زوجته هو الذي كان يسكن في الشقة المجاورة، فهل أنا آثم مثل ما أثم ابن خالي؟ وكيف نكفر عن خطئنا، مع العلم أن الشخص الذي اتهمناه رجل من المدينة، وليس عندنا هاتفه، ولا هاتف خطيبته؟.
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان كلامكما مع الرجل على سبيل الاتهام له بذلك، فقد آذيتماه، والله تعالى يقول: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}.

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: أي: ينسبون إليهم ما هم برآء منه، لم يعملوه، ولم يفعلوه: فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ـ وهذا هو البهت البين أن يحكى أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه، على سبيل العيب والتنقص لهم. اهـ.

فالواجب عليكما التوبة النصوح، فهي كفارة لما اقترفتما، وسبق بيان شروطها في الفتاوى: 5450، 144819، 36984.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني