السؤال
أداوم على قراءة ورد يوميّ من القرآن الكريم منذ فترة -ولله الحمد-. وفي عدد من الآيات تتجلّى عظمة الخالق -تبارك وتعالى-، فأَخِرُّ ساجدًا لتسبيح الذات العَلِيَّة، رغم عدم وجود موضع سجدة. وأحيانًا أتوقّف للتسبيح، ثم أعود للتلاوة. فما حكم ما أقوم به؟
وشكرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما تفعله من السجود أثناء التلاوة في غير محل للسجود؛ لا ينبغي، بل هو بدعة، كما ذكر أهل العلم.
قال النووي في المجموع: (فرع): لو خضع إنسان لله -تعالى- فتقرّب بسجدة بغير سبب يقتضي سجود شكر، ففيه وجهان، حكاهما إمام الحرمين وغيره:
(أحدهما): يجوز. قاله صاحب التقريب.
وأصحهما: لا يجوز. صححه إمام الحرمين، وغيره. وقطع به الشيخ أبو حامد.
قال إمام الحرمين: وكان شيخي -يعني أبا محمد- يشدّد في إنكار هذا السجود.
واستدلّوا لهذا بالقياس على الركوع؛ فإنه لو تطوّع بركوع مفردًا، كان حرامًا بالاتفاق؛ لأنه بدعة، وكل بدعة ضلالة، إلا ما دلّ دليل على استثنائه.
وسواء في هذا الخلاف في تحريم السجدة، ما يفعل بعد صلاة، وغيره. والله أعلم. اهـ.
أما توقّفك عن القراءة لأجل التسبيح إذا مررت بآية فيها تسبيح، أو نحو ذلك؛ فهذا مشروع، وراجع الفتوى: 136357.
والله أعلم.