الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الوضوء بماء الحنفية من الإسراف؟

السؤال

هل الوضوء بماء الحنفية من الإسراف؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الإسراف هو: تجاوز الحدّ في الشيء، والغلوّ فيه، وهو مذموم في كل شيء، قال محمد مولود:

والسرف السرف إن السرفا عنه نهى الله تعالى وكفى

ولا يحبُّ المسرفين كافي في كفِّ كفّك عن الإسراف

والإسراف في ماء الوضوء يكون في زيادة صبّ الماء، أو الزيادة فيه على ثلاث غسلات في المغسول، أو على مسحة في الممسوح، قال ابن أبي زيد المالكي فِي الرِّسَالَةِ: وَقِلَّةُ الْمَاءِ مَعَ إحْكَامِ الْغُسْلِ سُنَّةٌ، وَالسَّرَفُ مِنْهُ غُلُوٌّ، وَبِدْعَةٌ.

وجاء في كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي: الإسراف في صبّ الماء: بأن يستعمل منه فوق الحاجة الشرعية، أو ما يزيد عن الكفاية، وهذا إذا كان الماء مباحًا، أو مملوكًا للمتوضئ، فإن كان موقوفًا على الوضوء منه -كالماء المعدّ للوضوء في المساجد-؛ فالإسراف فيه حرام. انتهى.

وهذا الإسراف لا يختصّ بالوضوء من الحنفية؛ فقد يحصل الإسراف فيه من الحنفية، ومن غيرها؛ فالمتوضئ يستطيع التحكّم في الحنفية؛ فيمكن أن يُسرِف، أو يقتر بزيادة فتحها، أو نقصه.

فعليه إذا فتحها أن لا يفتحها بقوة، بل يفتحها بمقدار ما يكفيه؛ حتى يسبغ الوضوء، دون إسراف، ولا تقتير.

والحاصل: أن الوضوء من الحنفية لا يلزم فيه الإسراف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني