الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك خدمة والدي الزوج ليس من معاشرته بالمعروف

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمالسؤال الأول: نظرا لبعض فتاوى الأئمة في قضية خدمة الزوجة لوالدي الزوج وما ترتب عليها من تفكك في بعض الأسر حتى إنها صارت تشبه الفتنة مع أن العرف عندنا أن الزوجة تقوم بخدمة الزوج ووالديه، نرجو منكم جوابا شافيا وكافيا في هذه المشكلة، فإن كان الجواب لا تقوم بخدمتهم فماذا يصنع هذا الزوج تجاه والديه لا سيما ظروف المعيشة الصعبة، وإن كان الجواب أنها تقوم بخدمتهم نرجو منكم توجيه توعية ونداء في القنوات الفضائية خاصة لمن يفتي بهذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فخدمة المرأة لوالدي زوجها غير واجبة عليها، فإن فعلت ذلك تطوعاً منها كانت مأجورة مثابة إن شاء الله تعالى، ولا حرج على الزوج في أن يطلب ذلك منها أو أن يتزوجها بهذا القصد، فقد صح عن جابر رضي الله عنه أنه تزوج ثيباً، فقال له رسول الله صلى الله عليه: فهلا بكراً تلاعبها وتلاعبك، فقال: يا رسول الله قتل أبي يوم أحد وترك تسع بنات فكرهت أن أجمع إليهن خرقاء مثلهن، ولكن امرأة تمشطهن وتقوم عليهن، قال: أحسنت. رواه الشيخان، قال العراقي في طرح التثريب: وفيه جواز خدمة المرأة زوجها وأولاده وأخواته وعياله، وأنه لا حرج على الرجل في قصده من امرأته ذلك، وإن كان لا يجب عليها، وإنما تفعله برضاها. انتهى.

ومع أن خدمة والدي الزوج غير واجبة على المرأة فإن ترك الأحسان إليهما ليس من المعاشرة بالمعروف للزوج، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 33290 فتراجع.

هذا وإذا أبت الزوجة خدمة والدي زوجها قام هو بخدمتهم وقضاء حوائجهم فهو المخاطب بقول الله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الأنعام:151].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني