الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرجع في يمين الطلاق إلى نية المطلق أو السبب الحامل له على الحلف

السؤال

حصل بيني وبين زوجتي مشكلة، وزوجتي طورتها، ووصلتها لأهلها، فأخوها اتصل بي، وقال لي: إنه سيأتي ليأخذها، فقلت له: عليّ الطلاق لو طلعت من باب البيت لن تدخله ثانية على ذمتي.
المهم نزلت أنا الشغل ثاني يوم، وفوجئت أن أخاها الصغير جاء وأخذها، وأخوها هذا بعثه أخوه الكبير، والاثنان على كلامهم أنهم لا يعرفون شيئا عن اليمين؛ لأن الذي حلفتُ له هو الأخ الأوسط.
فهل هكذا وقع اليمين، وتحسب طالقا؟ أم لا؟
وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالراجح عندنا أنّ المرجع في اليمين -سواء كانت يمينا بالله أو بالطلاق- إلى نية الحالف بما تلفظ به، فإن لم تكن له نية؛ فالمرجع إلى السبب الذي حمله على اليمين، فإن لم يكن سبب فبظاهر لفظه، وراجع الفتوى: 119063.

وعليه؛ فإن كنت قصدت بيمينك أنّ زوجتك إذا خرجت من البيت إلى بيت أهلها لن تعود وهي في عصمتك بمعنى أنها طالق؛ سواء خرجت مع الأخ الأوسط، أو غيره، وسواء خرجت في يوم الحلف، أو في الغد؛ ففي هذه الحال يقع طلاقها على ما نفتي به.

وإذا لم تكن تلك الطلقة مكملة للثلاث؛ فلك مراجعة زوجتك في عدتها، وقد بينا ما تحصل به الرجعة شرعا في الفتوى: 54195.

وأمّا إذا كنت نويت بيمينك تخصيص منعها من الخروج مع الأخ الأوسط، أو الخروج في يوم الحلف فقط؛ ففي هذه الحال؛ لم تحنث في يمينك، ولم يقع طلاقك لو عادت للبيت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني