السؤال
أنا سيدة متزوجة، وحامل. أقرأ سورة البقرة، ومباشرة أصاب بالاكتئاب، وكُرْه زوجي، وألم حاد في المعدة يستدعي الدخول إلى المشفى. وعندما أوقف قراءة سورة البقرة أكون بخير. آخر مرة قرأتها قمت بلوم زوجي على كل الأشياء التي أزعجتني منذ أن تزوجنا، وطلبت الطلاق بإلحاح؛ فقام بإرسال رسالة في الواتساب كتب فيها: أنت طالق يا فلانة بنت فلان.
هو مقيم في بلد غير الذي أعيش فيه، ونتقابل مرة في السنة. وهذه من الأشياء التي أرهقتني لسنوات، ولطالما طالبت بالاستقرار.
سؤالي هو: كيف تكون عدة الحامل؟
ما حكم رفضه إعطائي ورقة رسمية بذلك، واكتفائه بالنطق فقط؟
هل علي إثم لأنني لم أستطع الصبر، وافتعلت مشكلة، وطلبت الطلاق رغم أن ما أعاني منه لا أستطيع التحكم به؟
هل يوجد أي ضرر على الجنين إذا ذهبت لراق؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عدة الحامل هي وضع الحمل، لقوله تعالى: { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن }.
وتوثيق الطلاق أمر مهم، بل قد صار ضرورة واقعية لحفظ الحقوق، واجتناب الأضرار، والمفاسد المترتبة على مخالفة القوانين.
وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أن الحاكم ليس له أن يزوج امرأة ادعت أنها قد طلقت من نكاح معين، حتى تُثبت هذا الطلاق.
ففي فتاوى الرملي الشافعي: والحاصل أن المعتمد أن المرأة إذا ادعت طلاقا من نكاح معين، لا يزوجها الحاكم حتى تثبت، أو غير معين فله اعتماد قولها، وقد قيل غير ذلك. انتهى.
فحاولي إقناع زوجك، فإن أبى إعطاءك صك الطلاق، فارفعي الأمر إلى المحكمة الشرعية.
وطلب المرأة الطلاق لا يجوز إلا لمسوغ شرعي، وسبق بيان مسوغات طلب الطلاق في الفتوى: 37112.
ولكن التكليف منوط بالعقل والاختيار، فإن أقدمت على طلب الطلاق في غير حال اختيار، فلا إثم عليك، قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.
وفي الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وما تشعرين به من تعب وضيق عند قراءة سورة البقرة، قد يكون مؤشرا على إصابتك بشيء من السحر أو المس ونحوهما.
ومن المهم الاستمرار في الرقية، والأفضل رقيتك نفسك ما أمكن، وإلا فلا بأس بالاستعانة بأحد الرقاة الموثوقين المعروفين بصحة وسلامة المعتقد، وحسن السلوك.
وعليك أيضا بدوام الذكر، والاجتهاد في المحافظة على الذكر وخاصة أذكار الصباح والمساء، هذا بالإضافة إلى الإكثار من الدعاء، فالله -عز وجل- مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر، كما قال في كتابه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
وأمر تأثير الرقية عليك أو على جنينك من عدمه، يمكن الرجوع فيه إلى أهل الخبرة من الرقاة، واستشارتهم في ذلك.
ونختم بالقول بأنه مهما أمكن رجوعك إلى زوجك كان أفضل، وينبغي البحث عن سبيل لأن تكون محل إقامتك وإقامة زوجك واحدة، ففي ذلك كثير من مصالح الدنيا والآخرة.
والله أعلم.