الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل انتظار الصلاة والاستعداد لها وتعلق القلب بالمساجد

السؤال

أضع مؤقتا قبل كل صلاة من الصلوات الخمس، بعشر دقائق، لأتوضأ فيها، وأجلس على السجادة أقرأ القرآن، أو أداوم على ذكر معين.
وأثناء الأذان أظل صامتًا، أو مرددًا للأذان نفسه، وبعد ذلك أصلي. أفعل ذلك للاستعداد، وللخشوع في الصلاة.
فهل ذلك جائز؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشكر الله لك حرصك على الخير ورغبتك فيه، والاستعداد للصلاة بالذكر، أو التنفل.

وتفريغ القلب لها من خير ما يعين على الخشوع فيها، وقد مدح الله الخاشعين في صلاتهم، فقال: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {المؤمنون:1-2}.

وانتظار الصلاة بعد الصلاة، من الرباط في سبيل الله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات.... وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط، فذلكم الرباط. أخرجه مسلم.

قال القاري في المرقاة: وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ ـ أَيْ: وَقْتُهَا أَوْ جَمَاعَتُهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ: يَعْنِي إِذَا صَلَّى بِالْجَمَاعَةِ أَوْ مُنْفَرِدًا، ثُمَّ يَنْتَظِرُ صَلَاةً أُخْرَى وَيُعَلِّقُ فِكْرَهُ بِهَا بِأَنْ يَجْلِسَ فِي الْمَسْجِدِ، أَوْ فِي بَيْتِهِ يَنْتَظِرُهَا، أَوْ يَكُونَ فِي شُغْلِهِ وَقَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِهَا، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ. انتهى.

وقال المباركفوري في المرعاة: وانتظار الصلاة بالجلوس لها في المسجد، أو تعلق القلب بها والتأهب والاهتمام لها مع اشتغاله بكسبه في بيته، كما ورد: ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود. انتهى.

وقال المناوي في فيض القدير: وانتظار الصلاة بعد الصلاة. سواء أدى الصلاة بجماعة، أو منفردا في مسجد أو في بيته. انتهى.

واعلم بأن صلاة الجماعة في المساجد من أفضل الأعمال، وأَجَلِّ القُرُبات، فاحرص على ألا تفوتك.

قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: من سَرَّه أن يلقى الله غداً مسلماً؛ فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن. رواه مسلم.

ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما في الصححين: ورجل قلبه معلق بالمساجد.

وننبهك أيضا على أن متابعة المؤذن، وقول ما يقول، من السنة التي رغب فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وحث عليها.

فلا تصمت أثناء الأذان، بل ردده مع المؤذن، واختمه بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن، ثم صلوا علي. رواه مسلم.

وأخرج البخاري في صحيحه، من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم النداء، فقولوا مثل ما يقول المؤذن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني