السؤال
عند وقت السحور تفقدت الطهر، لكنني لم أجد نفسي طاهرة، ثم انتظرت بعد ذلك لوقت صلاة الفجر، لكنني لم أطهر بعد، ثم ذهبت للنوم دون التأكد مجددا من الطهر؛ لأنني قلت في نفسي إنني سوف أتفقده عند وقت صلاة الظهر. فهل فعلي صحيح؟ أم أنه كان عليَّ تفقد الطهر مجددا بعد الفجر؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمرأة يجب عليك أن تتفقد الطهر عند احتمال حصوله في أوقات الصلاة، وما دمت قد نظرت في وقت صلاة الفجر، ورأيت بقاء الحيض، فنرجو ألا يكون عليك حرج في عدم النظر إليه قبل خروج وقت الفجر، إلا إذا كان يغلب على ظنك حصوله؛ فحينئذ يكون عدم النظر إليه قبل خروج وقت الفجر، وتأجيل ذلك إلى صلاة الظهر تقصيرا منك.
قال الدردير في شرحه على مختصر خليل: يَجِبُ عَلَيْهَا نَظَرُهُ -أي الطهر- عِنْدَ النَّوْمِ لَيْلًا لِتَعْلَمَ حُكْمَ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَالصَّوْمِ. وَالْأَصْلُ اسْتِمْرَارُ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، وَعِنْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَغَيْرِهَا مِنْ الصَّلَوَاتِ وُجُوبًا مُوَسَّعًا فِي الْجَمِيعِ إلَى أَنْ يَبْقَى مَا يَسَعُ الْغُسْلَ وَالصَّلَاةَ، فَيَجِبُ وُجُوبًا مُضَيِّقًا. انتهى.
وعلى كل؛ فلا يلزمك قضاء صلاة الفجر؛ لأن الأصل بقاء الحيض، وأنت لم تتقيني من حصول الطهر في وقت الفجر، ومن القواعد الفقهية المقررة "أن الحادث يقدر بأقرب الزمان".
وللفائدة انظري الفتويين: 172903، 266986.
والله أعلم.