الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يسمى الفقر في الشريعة بالتابعة؟

السؤال

هل توجد في الشريعة الإسلامية ما يسمى (التابعة)، طبعًا يقصد بالتابعة: فقر الإنسان من جميع النواحي؟ وكيف يمكن التخلص من ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان المقصود من السؤال هل يسمى الفقر في الشريعة بـ "التابعة" وكيفية التخلص من الفقر؟ فلا نعلم نصًا من نصوص الوحي يسمي الفقر بـ "التابعة".

ولا شك أن كل شيء في هذه الدنيا هو بقضاء الله تعالى وقدره، ومن ذلك المعيشة، كما قال تعالى: نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الزخرف: 32]. وكما قال عز وجل: اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ [الرعد: 26]. وكما قال تعالى: فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ [العنكبوت: 17].

والآيات في هذا كثيرة جدًا، ومع ذلك، فإن الله عز وجل قد يسر للعباد أسباب طلب الرزق، وأمرهم بالسعي في ذلك، كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ [الملك:15].

وإذا بذل الإنسان وسعه ولم يوفق، فإن عليه أن يصبر على قضاء الله عز وجل وقدره، وليتذكر نعم الله عليه الأخرى، والتي هي أعظم من نعمة المال كالإسلام، والصحة، والعافية، ونحو ذلك، ولينظر إلى من هو دونه، كما قال صلى الله عليه وسلم: انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم. رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وليعلم أن العباد جميعًا غنيهم وفقيرهم، كلهم فقراء إلى الله عز وجل، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [فاطر:15].

ولمزيد من الفائدة عن ما يسمى في بعض البلدان بالتابعة، راجع الفتوى: 37362.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني