السؤال
كنت قد اشتركت في نادٍ منذ ثلاث سنوات، بالتقسيط على خمس سنوات عن طريق بنك. وللأسف لم أكن أعلم أن ذلك حرام، وقد علمت بذلك مؤخرا. وطبعًا حياتي مضطربة في الفترة الأخيرة، بسبب هذا الموضوع. فماذا يمكن أن أفعل ليسامحني الله، ويصلح حالي؟
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم يتضح لنا ماذا تقصد بالشراكة التي بينك وبين البنك، ولكن إن كنت تقصد أنك أخذت من البنك قرضًا ربويًّا محرَّمًا؛ فالاقتراض بالربا من المحرمات.
لكن إذا كنت دخلت في هذه المعاملة جاهلًا تحريمها؛ فنرجو ألا يكون عليك إثم، لقوله تعالى: فمنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ. [البقرة: 275]، وقوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا. [الأحزاب: 5].
لكن عليك أن تردّ أصل القرض دون الزيادة الربوية إن أمكنك ذلك، وإذا لم تجد سبيلا لسداد القرض دون الزيادة الربوية؛ فلا شيء عليك في ذلك -إن شاء الله تعالى-.
وأما اشتراكك في النادي، فلا حرج عليك في الانتفاع به؛ لأن حرمة القرض لا تتعلق بعين المال، ولا بما اشتُرِي به، ولا بما استؤجر به، وإنما تتعلق بذمة آخذه.
وأما ما تشكو منه من تعثر أمورك، فسبيل الخروج من ذلك كثرة الدعاء بتيسير الحال، وتجديد التوبة من كل الذنوب، وكما قيل: لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يُكشف إلا بتوبة.
وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه:... يَا عِبَادِى، إِنَّمَا هِي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا. فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا؛ فَلْيَحْمَدْ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ؛ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.
قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله-: فَالْمُؤْمِنُ إِذَا أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا بَلَاءٌ، رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ بِاللَّوْمِ، وَدَعَاهُ ذَلِكَ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى اللهِ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَار. انتهى من جامع العلوم والحكم.
والله أعلم.