الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهواجس النفسية ليست من سوء الظن

السؤال

أنا حاليا مقيم بعيدا عن والديّ، وأنا أحب صيام النفل، ووالداي يعلمان مني أنني أصوم النفل، ولا يغضبان مني، بل يسمحان لي بالصوم، والحمد لله.
وكنت أفكر في إخفاء الصيام عن والديّ إذا تكلمت معهما في الجوال، مراعاة للإخلاص، وكذلك تجنبا لشفقتهما خاصة في الأيام التي أُكثر فيها من الصيام.
ولكن والديّ يسألاني تقريبا دائما: هل أكلت؟ هل أنت صائم...؟. فأخشى أنه في حالة إخفاء صيامي عن والديّ، أن يظنا أنني أصبحت أتعب في صيام النفل. فإذا رجعت إلى والديّ وأقمت معهما، وأردت أن أكثر من صيام النفل، يمنعاني شفقة علي.
فهل كوني أخشى أن يمنعاني من الإكثار من صيام النفل في المستقبل، يعد من سوء الظن بوالديّ؟
وهل أنا عاق بهذا التفكير اتجاههما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنيئا لك بالصوم، ولا سيما في تسع ذي الحجة.

ونوصيك بالحرص على مساكنة الوالدين، ففي ذلك برهما، وإدخال السرور عليهما.

وليس من إساءة الظن بهما تخوفك من نهيهما عن صوم النفل شفقة عليك، لا سيما أن الأمر مجرد خواطر تدور في النفس دون أن تتكلم بها.

فقد جاء في شرح مسلم للنووي، في الكلام على حديث أبي هريرة: إياكم والظن ... :

قال الخطابي: هو تحقيق الظن، وتصديقه دون ما يهجس في النفس؛ فإن ذلك لا يملك.

ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه، ويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ولا يستقر؛ فإن هذا لا يكلف به. كما سبق في حديث: تجاوز الله -تعالى- عما تحدثت به الأمة ما لم تتكلم، أو تعمد.

وسبق تأويله على الخواطر التي لا تستقر، ونقل القاضي عن سفيان أنه قال: الظن الذي يأثم به هو ما ظنه، وتكلم به. فإن لم يتكلم، لم يأثم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني