السؤال
كنت على علاقة غير شرعية على الهاتف، وأنا صغيرة، وعندما عرفت أنه حرام توقفت عنه، ولأنه ظل يكلمني، ويزعجني من حسابات، وهواتف أخرى راسلته من هاتف صديقتي، وقلت إنني توفيت، وأستغفر كل يوم من هذا الذنب، فهل حرام ما فعلته؟ وهل تقبل توبتي؟
كنت على علاقة غير شرعية على الهاتف، وأنا صغيرة، وعندما عرفت أنه حرام توقفت عنه، ولأنه ظل يكلمني، ويزعجني من حسابات، وهواتف أخرى راسلته من هاتف صديقتي، وقلت إنني توفيت، وأستغفر كل يوم من هذا الذنب، فهل حرام ما فعلته؟ وهل تقبل توبتي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكان عليكِ أن تكوني أكثر حزما في التعامل مع هذا الرجل الأجنبي، خاصة أنه كانت بينكما -فيما سبق- تلك العلاقة المحرمة، فإن الشيطان حريص على ديمومة تلك العلاقة، وإحيائها، وكان بإمكانكِ أن تهددي هذا الرجل بإبلاغ من يردعه إن لم يكف عن ملاحقتك، وأما الحيلة التي لجأتِ إليها، فكان ينبغي لكِ أن لا تكذبي فيها، وتكتفي بالتورية، أو المعاريض، كأن تقصدي بالوفاة النوم، لأنه أحد معانيها اللغوية.
قال ابن منظور في لسان العرب: الوفاة الموت، وهي نوعان: وفاة صغرى، ويقصد بها النوم، ووفاة كبرى، ويراد بها الموت: وقد أشار إليهما ربنا تبارك وتعالى في قوله: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى {الزمر: 42}..
أما وقد حصل ما حصل: فنرجو أن لا إثم عليك -إن شاء الله- في تلك الحيلة، إذا كانت متعينة لتحقيق تلك المصلحة، لأن الكذب جائز إذا تعين لتحقيق مصلحة راجحة، وقد بينا معنى المعريض، وما يجوز من الكذب في الفتوى: 39152.
وما دمت قد تبت مما مضى، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فاحرصي على مجانبة الرجال، وعدم إقامة أي علاقة غير شرعية -لا عبر الهاتف، ولا غيره- واشغلي نفسك بما ينفعك في دينك، ودنياك من تعلم العلم النافع، وحفظ القرآن، ونحو ذلك، واصحبي الصالحات اللاتي تعينك صحبتهن على طاعة الله تعالى، وفقك الله لما فيه رضاه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني