الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسجد هو ما كان موقوفًا للصلاة فيه صغيرا كان أو كبيرا

السؤال

لا يوجد بجوار بيتي مسجد، ويوجد مكان لا أعرف أهو مسجد يأخذ حكم المسجد؟ أم مصلى يأخذ حكم المصلى؟ وهذا المصلى بالكامل داخل المول، وتحديدا عند مدخل المول: أي أنني عندما أدخل المول، وأمشي بعض الخطوات القليلة أصل إليه، والمول لم أجد له بابا عند المدخل، والمصلى، أو المسجد له إمام ومؤذن، ولكنه صغير جدا يكفي: 20 شخصا فقط تقريبا، وعادة يكون عدد المصلين لا يتجاوز الواحد مع الإمام، أو الثلاثة مع الإمام، وهو لجميع المسلمين، وليس ملكا لصاحب المول، أو للعمال في المول، بل هو لجميع المسلمين، ويمكن لأي أحد الصلاة فيه، فهل يعتبر هذا المكان مسجدا، وكلما أمشي إليه آخذ حسنة على كل خطوة، وعندما أدخله أصلي تحية المسجد أم لا؟ وإن كان مصلى؛ فهل الصلاة فيه أفضل؟ أم في البيت؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمسجد هو ما كان موقوفًا للصلاة فيه -صغرت مساحته، أو كبرت-. وقد بينا فرق ما بين المصلى والمسجد في الفتوى: 134316

وما دام هذا المكان مُعَدًّا للصلاة، ومباحًا لعموم المسلمين، فالظاهر أنه مسجد قد وقفه صاحبه ليكون مسجدا، فإن الوقف يحصل بالفعل، كما يحصل بالقول.

فمن حبس بقعة، وأذن للناس في الصلاة فيها، صارت بذلك مسجدا.

قال البهوتي في الروض: ويصح الوقف بالقول، وبالفعل الدال عليه عرفا، كمن جعل أرضه مسجدا، وأذن للناس في الصلاة فيه، أو أذن فيه، وأقام، أو جعل أرضه مقبرة، وأذن للناس في الدفن فيها، أو سقاية، وشرعها لهم، لأن العرف جار بذلك، وفيه دلالة على الوقف. انتهى.

وحينئذ: فيشرع لك صلاة تحية المسجد عند دخول ذلك الموضع، ولك أجر من مشى إلى المسجد كلما غدوتَ إليه، أو رُحْتَ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني