الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعاريض والتورية بديل عن الكذب المذموم

السؤال

هل يجوز أن أكذب على جدتي في سعر دواء أشتريه بثمن مرتفع، وأكذب في سعره، وأعطيها الدواء بثمن منخفض؛ لأني أعلم أن سعره سيكون مرتفعا جدا عليها. وهي لن تقبل مني مساعدة؟
وشكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على خوفك من الوقوع في الكذب، وحرصك على برّ جدتك، والإحسان إليها.

واعلم أنّ الكذب محرم، وهو من أقبح الأخلاق.

قال النووي -رحمه الله- في كتاب الأذكار: قد تظاهرتْ نصوصُ الكتاب والسنّة على تحريم الكذب في الجملة، وهو من قبائح الذنوب، وفواحش العيوب. انتهى.

لكن في مثل حال السائل يمكن استعمال المعاريض والتورية، بدلا من الكذب، للتوصل إلى المقصود. وقد جاء في الأدب المفرد للبخاري: قال: قال عمر: "أما في المعاريض ما يكفي المسلم من الكذب". اهـ.

وقال النووي -رحمه الله- في كتاب الأذكار: ‌والاحتياطُ ‌في ‌هذا ‌كلّه ‌أن ‌يورّي، ومعنى التورية أن يقصدَ بعبارته مقصوداً صحيحاً ليس هو كاذباً بالنسبة إليه، وإن كان كاذباً في ظاهر اللفظ. انتهى.

فمثلا يمكنك أن تقول لجدتك: دفعت في هذا الدواء (كذا) وتذكر المبلغ المنخفض، وتنوي في نفسك أنّ هذا المبلغ بعض الثمن الذي دفعته في الدواء.

وراجع الفتوى: 413872

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني