الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العدول عن إكمال مشروع دراسي مع صديق خشية عدم نجاحه

السؤال

لقد كان بيني وبين صديقي اتفاق على إكمال مشروع دراسي، ولكن تبين لي بعد مدة أنه لن يصلح لي؛ لأنه مازال متأخرا، ولديه الكثير من الأمور التي يجب عليه إتمامها، وأنه ليس ضامنا نفسه أنه سيكمل في المدرسة، حيث إنه يجب عليه النجاح في امتحان فاصل؛ لكي نستطيع تقديم المشروع، فخفت ألا يتمكن من النجاح،
وخفت على نفسي، وعدلت عن الاتفاق، وقمنا بالتفرق مع أننا لم نتخاصم، وساعدته في إيجاد شريك آخر.
هل أكون من المنافقين، أو من المخلفين الوعد حيث إنني لم أصبر عليه، وغلبني خوفي؟ مع العلم أن الاتفاق لم يكن تعهدا بأننا لن نفترق، وليس بيمين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا إثم عليك -إن شاء الله تعالى- في العدول عن إكمال المشروع الدراسي مع صديقك؛ خشية ألا يتمكن هو من إكماله؛ لما ذكرته من مقتضيات، وصديقك قد قبل عذرك فيما يظهر.

وعلى كل فالوفاء بالوعد مستحب في قول جمهور أهل العلم، وليس بواجب كما بينا في الفتوى : 17057.

والوعيد الوارد في الحديث: ثلاث من كن فيه فهو منافق؛ وإن صام، وصلى، وقال إني مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان. متفق عليه.

محمول على من اعتاد هذه الخصال، يقول ابن بطال: ... وكذلك الخلف فى الوعد، والخيانة فى الأمانة إذا كانت شاذة يدعى فيها العُذر. وذلك مغتفر له غير محكوم عليه فى انفاق، أو سوء معتقد، وقد جُرَّب على من سلف من الأئمة بعض ذلك، فلم يضرهم؛ لأنه كان نادرًا. هذا وجه الحديث إن شاء الله. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني