الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع الأهل المقاطعين وخصوصا آل بيت النبي ﷺ

السؤال

ثبت مؤخرًا أن نسبي يرجع للنبي صلى الله عليه وسلم من الطرفين الأب والأم، وقد تعرضت للظلم من بعض الأهل والأقرباء. فهل يمكن لأناس ينتمون لبيت النبوة أن يظلم بعضهم بعضًا؟ وكيف أتعامل مع ذلك، خاصة أنها توجد قطيعة بيننا؟
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فآل البيت مع فضلهم وخصوصياتهم التي خصهم الله بها ليسوا معصومين ولا منزهين عن الظلم، ولا عن الذنوب كبيرها أو صغيرها، وهم مثل غيرهم من البشر، فالواجب عليكم تقوى الله تعالى، وصلة الرحم، فإن قطيعة الرحم كبيرة من كبائر الذنوب، وسبب لقطيعة الله للعبد، ففي الحديث الصحيح أن الله تعالى قال للرحم: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك. قالت: بلى يا رب. قال: فذاك. قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ {محمد:22}.

وكفى بهذا زاجراً عن القطيعة، وحقيقة صلة الرحم أن تصلها إذا قطعت، كما في صحيح البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.

فصلي رحمك -أختي السائلة-، واسعي لإصلاح ذات البين، ولا تقابلي إساءتهم بمثلها، بل قابليها بالإحسان، واعفي واصفحي، فإن هذا من أخلاق أهل الإيمان، وانظري الفتوى: 35584 والفتوى: 225877وكلاهما في بيان معاملة الأقارب المسيئين، والفتوى: 145861عن الانتصار من الظالم.. رؤية أخلاقية، والفتوى: 2685 عن ذرية النبي -صلى الله عليه وسلم- وآل بيته، وحقوقهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني