الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الروايات الخيالية المشتملة على أفعال مشابهة لأعمال السحرة

السؤال

أقرأ روايات خيالية، وكنت أبحث عن فتاويكم في ضوابط الخيال، فاستغربت أنكم لا تحرمون الخيال على الإطلاق، مثلا لا تحرمون القوى الخارقة، لكن عندما يسألكم الشخص عن قصة خيالية يوجد بها أناس يستعملون النار، وآخرون الماء...إلخ، تقولون لهم: إن ذلك من أفعال السحرة، دون سؤالهم إن كانت الشخصية موضوعة في سياق كونهم سحرة، أو لا.
مثلا القصص التي أقرؤها لا يتم أساسا تسمية هذه الشخصيات بالسحرة، ولا يحاكون أفعال السحرة من شعوذة، وتقرب إلى الشياطين رغم استعمالهم للنار، أو الريح، أو الماء كقوى خارقة، كأن يخرجها من يده، أو فمه. فما الفرق إذًا بين هذا، وبين إنسان يطير، أو إنسان يستطيع التنفس تحت الماء، أو إنسان يستطيع تضخيم جسمه؟
ما الفارق بينه وبين من يستعمل الماء، أو النار، إذ لم يتم وضعهم في إطار وجو السحرة المستغيثين بالشياطين، ودون تسميتهم بالسحرة؟
أرجو إيضاح ذلك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالفرق ظاهر بين ما فيه ترويج للسحر والسحرة بمحاكاة أفعال السحرة، وطرقهم في صنع السحر، أو تمجيد للسحرة، والمشعوذين، ونحو ذلك، فهذا محرم؛ لأنه ترويج وتعظيم لأمر منكر شرعا.

وأما مجرد اشتمال الروايات على أمور خيالية خارقة للعادة -كإنسان يتنفس تحت الماء مثلا- مما ليس فيه ادعاء لخصائص الربوبية؛ فلا يظهر لنا أنها توجب التحريم، ما دامت الرواية سالمة من المخالفات الشرعية.

وانظر الفتاوى: 350326 432175 355921

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني