الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام من سب شخصا بمسوغ أو من دون مسوغ

السؤال

ما حكم من شتم شخصا بسبب سوء خلقه، ومعاملته؟ علما بأن أبي فعل ذلك؛ لأن شخصا ما كان يعامل أبي بطريقة سيئة جدا، وظلمه، وظلم ابنته، وظلمه ما زال مستمرا حتى الآن، ولم يقصد سبه مباشرة، ولكن الهاتف كان مفتوحا عندما سبه أبي، فسمع المكالمة.
هل سبه هذا ظلم؟ وإذا كان ظلما، فكيف يكفر عنه؟
وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الأصل هو حرمة سب المسلم، واغتيابه، إلا لمسوغ، كالرد على الساب بمثل سبه، أو لشكوى ظلمه عند من يقدر على إنصافه مثلا، ونحو ذلك، وانظر الفتويين: 386362 - 226453.

وحيث لم يكن هناك مسوغ للسب، والغيبة، فيجب على والدك التوبة إلى الله بالندم، والإقلاع، والعزم على عدم العودة، ويجب عليه التحلل ممن تكلم فيه ما دام قد سمع ذلك.

جاء عن النووي في روضة الطالبين قوله: قال الأصحاب: التوبة بين العبد، وبين الله - تعالى - التي يسقط بها الإثم هي: أن يندم على فعل، ويترك فعله في الحال، ويعزم أن لا يعود إليه ... وأما الغيبة إذا لم تبلغ المغتاب، ‌فرأيت ‌في ‌فتاوى ‌الحناطي أنه يكفيه الندم، والاستغفار، وإن بلغته، أو طرد طارد قياس القصاص، والقذف فيها، فالطريق أن يأتي المغتاب، ويستحل منه، فإن تعذر لموته، أو تعسر؛ لغيبته البعيدة، استغفر الله - تعالى - ولا اعتبار بتحليل الورثة، هكذا ذكره الحناطي، وغيره. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني