الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدريس القرآن احتسابا أفضل أم أخذ أجرة والتصدق بها؟

السؤال

أريد تحفيظ قرآن للأطفال، لكن عرفت من موقعكم أن الثواب يكون أعظم إذا لم آخذ أجرا على تحفيظ القرآن. لكن أنا أنوي أن أجعله بمبلغ رمزي؛ لأجعل أولياء الأمور يوافقون على تحفيظ أبنائهم معي، أو لكي أتمكن من شراء هدايا للأطفال، مع العلم أن عليَّ دَينًا، لكن -إن شاء الله- سأتمكن من سداده، لكن أخذي أجرا سيساعدني في سرعة السداد، فبماذا تنصحونني؟
مع العلم أن أبي قال لي: خذي في الشهر 80 جنيها، وعندما قلت له: إن الأجر أعظم إذا حفظت بدون أجر، قال لي: خذي المال، وتصدقي به.
فهل يجب طاعة الوالد؟ و-أيضا- أيهما أفضل بشكل عام، وليس في حال معين، الامتناع عن أخذ أجرة على التحفيظ، أم التصدق بالمال؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن الأفضل في حقك القيام بتدريس القرآن احتسابا، وابتغاء الأجر من الله -سبحانه، وتعالى-.

لكن أَخْذ الأجرة على هذا التدريس لا يبطل ثواب عملك، خصوصا إذا كان أخذ الأجرة يشجع أولياء الطلاب على إرسال أولادهم؛ لحفظ كتاب الله تعالى. وراجعي الفتوى: 234361

وبخصوص طاعة أبيك فيما يأمرك به من أخذ مبلغ معين على التدريس إذا كان جادًّا في أمره لك، فقد ذكر العلماء لوجوب طاعة الوالدين ضوابط، حاصلها ثلاثة:
الأول: أن يكون في غير معصية الله تعالى.
الثاني: أن يكون لهما غرض صحيح فيما يأمران به، وينهيان عنه.
الثالث: أن لا يكون في ذلك ضرر على الولد فيما أمراه به. وراجعي المزيد في الفتوى: 76303

أما عن قولك: أيهما أفضل تعليم القرآن مجانا، أم أخذ الأجرة، والتصدّق بها؟ فالذي يظهر لنا أن تعليم القرآن إيمانا واحتسابا أفضل من أخذ الأجرة عليه، والتصدق بها.

ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى: 476611

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني