السؤال
إذا قرأت كل يوم ربعا، أو ربعين فقط، من القرآن الكريم، قراءة بتدبر، وتأمل، فهل أكون ممن هجر القرآن؟ مع التنبيه بأن هذا ليس الورد الوحيد، بل لدي: حفظ، ومراجعة، وحلقة تلاوة، وما هو المطلوب للحصول على فضائل سورة البقرة؟
إذا قرأت كل يوم ربعا، أو ربعين فقط، من القرآن الكريم، قراءة بتدبر، وتأمل، فهل أكون ممن هجر القرآن؟ مع التنبيه بأن هذا ليس الورد الوحيد، بل لدي: حفظ، ومراجعة، وحلقة تلاوة، وما هو المطلوب للحصول على فضائل سورة البقرة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاقتصار على ما ذكرت من القراءة يوميا ليس من هجر القرآن، وإن كان ختمه كل شهر، أو كل أربعين يوما أولى، فقد قال ابن قدامة في المغني -2/ 127:
ويكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله عبد الله بن عمرو: في كم يختم القرآن؟ قال: في أربعين يوما، ثم قال: في شهر، ثم قال: في عشرين، ثم قال: في خمس عشرة، ثم قال: في عشر، ثم قال: في سبع ـ لم ينزل من سبع، أخرجه أبو داود، وقال أحمد: أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين، ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن، والتهاون به، فكان ما ذكرنا أولى، وهذا إذا لم يكن له عذر، فأما مع العذر فواسع له.. اهـ
وللفائدة: فقد تكلم ابن القيم على انواع هجر القرآن، فقال -رحمه الله تعالى- في الفوائد: هجر القرآن أنواع:
أحدها: هجر سماعه، والإيمان به.
والثاني: هجر العمل به، وإن قرأه، وآمن به.
والثالث: هجر تحكيمه، والتحاكم إليه.
والرابع: هجر تدبره، وتفهم معانيه.
والخامس: هجر الاستشفاء، والتداوي به في جميع أمراض القلوب.
وكل هذا داخل في قوله تعالى: إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ـ وإن كان بعض الهجر أهون من بعض. انتهى.
وأما بالنسبة لسؤالك الثاني: فأعد إرساله في رسالة مستقلة طبقا لسياسة الموقع، وسنجيبك عليه بإذن الله تعالى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني