الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من حلف بالطلاق كاذبا

السؤال

أنا متزوج منذ عشر سنوات. عندي إدمان بالبورصة، وحدث بسببها مشاكل كثيرة بيني وبين زوجتي، وزوجتي أحبها حبا كثيرا. لقد حلفت أكثر من مرة، ولم أستطع منع نفسي من التداول. آخر مرة حلفت لها يمينا أنها سوف تحرم عليَّ إذا تداولت مرة أخرى؛ لأني فعلا أريد منع نفسي من هذا الأمر، ولم أستطع، وفعلا تداولت مرة أخرى، وهي شكَّت، وحلفتني أن أحلف بالطلاق إذا كنت صادقا، ولم أتداول، فحلفت؛ لستر نفسي، وتجنب المشاكل معها مرة أخرى.
هل طلقت مني زوجتي؟ أنا محتار، لم أستطع الذهاب إلى المنزل منذ عدة أيام إليها؛ خوفا من هذا الأمر.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأولى أن تشافه بسؤالك أحد العلماء، أو أن تراجع أحد المراكز الإسلامية، وخاصة فيما يتعلق بالأيمان الكثيرة التي ذكرت أنك تلفظت بها، وحنثت فيها كما هو الظاهر.

ومما نود ذكره لك هنا على وجه العموم، وللفائدة أن الراجح في تحريم الزوجة أنه يرجع فيه إلى نية الزوج إن قصد به الطلاق، أو الظهار، أو مجرد اليمين. قال النووي في روضة الطالبين: قال لزوجته: أنت علي حرام، أو محرمة، أو حرمتك، بأن نوى الطلاق نفذ رجعيا ....، وإن نوى الظهار، فهو ظهار ....، وإن نوى تحريم عينها، أو فرجها، أو وطئها لم تحرم عليه، ويلزمه كفارة يمين. انتهى.

ومن حلف بالطلاق كاذبا وقع طلاقه في قول جمهور الفقهاء، وضمنا أقوالهم الفتوى: 95220.

واختار ابن تيمية عدم وقوع الطلاق، قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: ومن حلف بالطلاق كاذبا يعلم كذب نفسه، لا تطلق زوجته، ولا يلزمه كفارة يمين. انتهى.

وننبه إلى الحذر من حل المشاكل في الحياة الزوجية بألفاظ الطلاق، والتحريم، ونحوها، فقد تكون عاقبة ذلك الندم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني