الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من كمال الإحسان إسقاط الدين عن المدين مع إعلامه بذلك

السؤال

ماذا أفعل لو أن لي مالا عند صديقي، وأنا محرج من أن أخبره به، وخاصة أن المبلغ ليس كبيرا، وأن صديقي أيضا له واجبات علي. مثلا: عند مرضي أحضر لي طعاما وشرابا من ماله.
فهل يجوز لي أن أتنازل له عن هذا المبلغ في نفسي، أم سيكون في هذا إثم عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتنازلك لصديقك عن حقك الذي عليه عمل صالح تؤجر عليه بإذن الله تعالى؛ إذ فيه مكافأة المحسن على إحسانه، وهو مأمور به؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ ... رواه أبو داوود وغيره.

وفيه مسامحة المدين وإسقاط الدين عنه وذلك من أفعال الخير أيضا، وسماها الله -تعالى- صدقة إذا كان المدين معسرا، كما في قول الله عز وجل: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.{البقرة: 280}، فسمى الله -سبحانه وتعالى- إبراء المعسر ووضع الدين عنه صدقةً. وإذا كان المدين موسرا؛ فإبراؤه من الدين؛ هبة وإحسان، ومكافأة لصانع المعروف.

ومن كمال الإحسان إلى صديقك أن تخبره بذلك، وتشهد في حياتك على إسقاط دينك عنه وإبرائه منه حتى لا يرده هو إلى ورثتك بعد موتك ظنا منه أنه ما زال مطالبا به، وحتى لا يتمكن أحد من ورثتك فيما بعد من مطالبته بدينك عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني