السؤال
أصلي قيام الليل، وعندما أَصِلُ لركعة الوتر أستعد للدعاء، ما هو أفضل موضع للدعاء؟ مع العلم أني أطيل الدعاء جدا، وإذا دعوت وأنا ساجد بهذا الدعاء الطويل يؤلمني جسدي جدا، واضطر لأن أسرع في الدعاء، ولا أخشع؛ لأن جسدي يؤلمني، فهل الأفضل الدعاء في موضع السجود، أم عند القيام من الركوع، أم بعد التشهد، وقبل السلام، أم بعد الصلاة مباشرة؟ وهل الأفضل الدعاء في ركعة الوتر، أم في صلاة الفجر؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
بالنسبة لأفضل مواضع الدعاء أثناء الصلاة، فلا شك أن أفضل الدعاء هو في السجود؛ لحديث: وَأَمَّا السُّجُودُ، فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ. رواه مسلم.
وراجع الفتاوى: 251224 239539، 68955
أما شعورك بالألم، إذا أطلت الدعاء بالسجود، فيمكنك توزيع الدعاء في حالات الصلاة التي يسن فيها الدعاء، كبين السجدتين، وقبل السلام. وراجع الفتوى: 13658
أما أيهما أفضل الدعاء في ركعة الوتر، أم في صلاة الفجر؟ فإن كنت تقصد القنوت، فقد اختلف العلماء في حكم القنوت في الوتر، وهو ما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى، حيث قال: وأما قنوت الوتر، فللعلماء فيه ثلاثة أقوال: قيل: لا يستحب بحال؛ لأنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قنت في الوتر. وقيل: بل يستحب في جميع السنة، كما ينقل عن ابن مسعود، وغيره؛ ولأن في السنن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علَّم الحسن بن علي -رضي الله عنهماـ دعاء يدعو به في قنوت الوتر، وقيل: بل يقنت في النصف الأخير من رمضان، كما كان أبي بن كعب يفعل، وحقيقة الأمر أن قنوت الوتر من جنس الدعاء السائغ في الصلاة، من شاء فعله، ومن شاء تركه. انتهى.
وأما القنوت في صلاة الصبح، فقد اختلف الأئمة -رحمهم الله- في مشروعيته كذلك، ويسن أن يسجد للسهو، إن ترك القنوت عند بعض من قال بسنيته في صلاة الصبح، وراجع التفصيل في الفتوى: 3394
والحاصل أنه على القول بمشروعية القنوت فيهما، فالقنوت دعاء، وهو مشروع في الصلاة نفلا كانت، أو فرضا، فلا بأس بالقنوت فيهما، أو في أي منهما.
والله أعلم.