الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسلم يتعاون مع الناس جميعا في الخير والحق

السؤال

يا إخوان أردت أن آخذ فتاوكم في أمر يخص والدي، أنا والدي يعمل في مجال المقاولات العامة حيث طرح مشروعاً جديداً وهو عبارة عن مركز ثقافي يخدم الشعب كله هنا في قطاع غزة ولكن يوجد مشكلة أن من يمول هذا المركز هم الطائفة المسيحية والأرض التي سوف يقام عليها للمسيحيين، هل يجوز لنا كمسلمين أن ندخل في إنشاء المشروع هذا ولماذا، أريد منكم الرد على هذا الموضوع بأقرب وقت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمسلم يتعاون مع كل الناس في الخير والحق ويعتزلهم في الشر والباطل، قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2]، وفي الحديث: لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى إليه في الإسلام لأجبت. رواه البيهقي.

وحلف الفضول هذا حلف على التناصر والأخذ للمظلوم من ظالمه، وبخصوص السؤال الوارد فنقول إن كلمة مركز ثقافي عنوان يندرج تحته الكثير من الأنشطة منها ما هو حق يقره الشرع، ومنها ما هو باطل لا يقره، فإذا كانت أنشطة هذا المشروع لا تصادم عقائد الإسلام وأحكامه فلا مانع من الاشتراك فيه، ولا يضر كون الممول من غير المسلمين، أو مشاركاً لهم فيه، أما إن كانت أنشطته مصادمة للإسلام فلا يجوز لمسلم المساهمة أو الاشتراك فيه أو العون عليه بأي وجه كان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني