السؤال
أدرس البكالوريوس، وعندي سؤال متعلق بالغش، ففي السنة الماضية قمت بالغش في ثلاثة من الأسئلة تقريبا من أصل أكثر من: 10 أسئلة، في اختبار يمثل: 20، من معدل المادة في ذلك الفصل، وهذه السنة أجبت سؤالا بعد أن انتهى الوقت، وبعض الطلاب الذين كتبوا شيئا بعد انتهاء الوقت قامت الأستاذة بمسح ما كتبوا، ولم يفعلوا ذلك معي، ربما لأنهم لم يروني، فهل فعلي هذا من الغش؟ وأنا أسأل: لأن عندي -والحمد لله- نتائج جيدة، وربما أتخرج على رأس الدفعة، وهو ما يخولني للحصول على منحة لدولة خارجية، والتي يحصل عليها الأول فقط -شخص واحد- وأخاف أن أكون أنا الأول بفارق ضئيل عن الثاني، ويكون ما ميزني عنه هي النقاط التي قمت بالغش فيها، فأكون قد أخذت حقه بالحصول على المنحة، فهل توبتي تمحو ما فات، بحيث تحل النقاط التي حصلت عليها بالغش -على قلّتها؟ وهل هذا من الشيطان، ليضعفني عن الدراسة، لأنني ربما لاحظت بعض التكاسل، وعدم التحفز بعد أن عرض علي هذا الأمر، وقد كنت من قبل متحفزا للتفوق؟ فكيف أتحلل من النقاط التي حصلت عليها بالغش؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فظاهر ما قامت به الأستاذة من مسح ما كتبه بعض الطلاب بعد انتهاء الوقت، يدل على أن ذلك غير مسموح، وأن ما فعلتَه من كتابة جواب سؤال بعد الوقت من الغش، إذا كنت تعلم أن هذا منهي عنه في الامتحانات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا. رواه مسلم.
وكذلك من الغش المحرم ما فعلته في السنة الماضية من غشك في ثلاثة أسئلة، والتوبة من الغش واجبة، غير أنها لا تحلل النقاط التي تحصلت عليها من الغش، وإذا كانت هذه النقاط -التي تحصلت عليها عن طريق الغش- هي التي سترجحك عن أقرب منافس لك في الحصول على المنحة، فلا تحلّ لك المنحة حينئذٍ، ولا طريق لك في التحلل من ذلك إلا أن تخبر الجهة المسؤولة عن حقيقة غشك، أو أن تترك المنحة التي ستعطى لك بالغش، لتعطى للذي يستحقها، وانظر الفتوي: 4864270
وكثرة التفكير في هذا الأمر قد تكون من مكائد الشيطان، لإضعافك عن الدراسة، فننصحك أن تتوكل على الله، وأن تجتهد في دراستك، ليكون توفقك بفارق كبير عن أقرب منافسيك، فتكون المنحة في حقك -حينئذٍ- مباحة جائزة.
والله أعلم.