الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفارة من اقترض بالربا لشراء بيت

السؤال

والدي -رحمة الله عليه- أثناء عمله في التربية والتعليم بالراتب المحدود، ومسؤوليات الحياة، ومتطلباتنا -أنا وإخوتي- في مراحل التعليم احتاج إلى شراء بيت جديد، فبعنا بيت العائلة المشترك بيننا وبين أعمامي.. وأخذنا نصيبنا من ثمنه، وبعدها بعنا كل ما نملك من ذهب -أنا وأمي، وأختي- بنفس راضية -والحمد لله- والمبلغ لم يكن يكفي فاضطر للاقتراض من البنك مبلغ: ٢٠ ألف جنيه، لتكملة سعر المنزل الجديد، فالمبلغ كان كبيرا في هذا الوقت -منذ حوالي: ٢٥ سنة- وتم سداد القرض من راتبه، فما كفارة هذا التعامل الربوي؟ فأبي كان شخصا متدينا جدا، وخلوقا، ومقيما للصلاة، ويحب مساعدة الناس، وفعل الخير، وعندي شعور بالخوف عليه من أن يحاسبه الله على التعامل مع البنك، ووقتها لم يكن بإمكاننا غير ذلك.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكفارة ذلك كغيره من الذنوب -كبارها وصغارها- بالاستغفار، والتوبة إلى الله تعالى منها، وذلك بالإقلاع عن ذنب الربا، والندم على فعله، والعزم على عدم تكراره فيما يستقبل من حياته، قال الله تعالى: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}.

وقال عز وجل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه: 82}.

وقال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: يا ابن آدم؛ لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك، ولا أبالي. رواه الترمذي، وحسنه، وصححه الألباني.

وأما البيت نفسه: فلا حرج عليكم في الانتفاع به، بأي وجه من أوجه الانتفاع المشروع، وراجعي للفائدة الفتويين: 106503، 70467.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني