الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إسكان الزوجة في بيت أهل الزوج الموروث

السؤال

والدي ووالدتي متوفيان، نسكن أنا وأختي في بيت أبي، وأخي متزوج في بيت مستقل عنا. أخي يسافر لأجل العمل، وزوجته كانت تذهب لبيت أبيها أثناء سفره، لكن حدث خلاف بينه وبين أحد أفراد أهلها؛ فأمرها أن تبقى في بيتها، فرفضت أن تبقى وحدها، فأمرها أن تقيم معنا أنا وأختي في بيتنا.
أقامت معنا فترة لكن ليس بينها وبين أختي وفاق، خاصة أن أخي ليس موجودا، وكانت زوجة أخي قد تسببت في مشاكل قبل الزواج، فأصبحنا نتعامل معها على قدر الحاجة حتى لا تحدث قطيعة بيننا وبين أخي.
أختي تريد أن تطلب من أخي أن يرجعها لبيتها. فهل لها الحق في أن تطلب ذلك أم يكون هذا ظلما؟
وهل لأخي الحق في أن يسكن زوجته معنا دون أخذ رأينا، لأنه بيت أبيه أيضا وله حق فيه؟
أنا أرى أن ذلك حقه ولا نقدر على منعه، وأخشى لو طلبت منه ذلك أن يقاطعنا، وأختي ترى عكس ذلك.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان البيت مقسوما بين الورثة وفق الأنصبة الشرعية؛ فمن حقّ أخيك إسكان زوجته في نصيبه. ولا حقّ له في إسكانها في نصيب أختيه دون رضاهما.

وأمّا إن كان البيت غير مقسوم؛ فليس لكما أن تستبدا بالانتفاع بالبيت دون أخيكم إلا برضاه، ومن حقّه أن ينتفع به بنفسه، أو بإسكان زوجته فيه.

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: إذا كانت الشركة شركة ملك، كمن ورثوا دارا ولم يقسموها، فليس لأحد الشريكين الانفراد بالتصرف في جميع الدار إلا بالتراضي، أو بالمهايأة، أي استقلال كل واحد منهم بالانتفاع بجميعها زمنا محددا وهكذا. انتهى.

ومن حقّ أخيك المطالبة بقسمته -إن أمكن- ويسكن زوجته في نصيبه إن أراد، أو المطالبة ببيعه إن لم تمكن القسمة؛ ليأخذ حظه من التركة.

وقد بينا كيفية قسمة العقار الموروث بين الورثة، في الفتويين: 66593 292015

والذي نراه أن تنصحي أختك بالصبر على زوجة الأخ وعدم المطالبة بإخراجها من البيت، ما دام وجودها ليس فيه ضرر عليكما.

وننصحكما بمعاملتها بالمعروف حتى يرجع زوجها من السفر، إبقاءً للمودة بينكما وبين أخيكما وصلة للرحم، ومراعاة لحال الزوجة التي غاب عنها زوجها؛ فهذا الذي تقتضيه الأخلاق الكريمة، وبه تغلق أبواب نزغات الشيطان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني