السؤال
لقد سامحت شخصا ظلمني من أجل أن شخصا طلب مني ذلك، وأنا لا أرفض طلبا لذلك الشخص، لكني سامحته فقط لإرضاء من طلب مني ذلك، لكن في داخلي لم أشعر بأني عفوت عنه. هل هذا يعتبر مسامحة، يعني أفقد حقي في الانتقام؟
لقد سامحت شخصا ظلمني من أجل أن شخصا طلب مني ذلك، وأنا لا أرفض طلبا لذلك الشخص، لكني سامحته فقط لإرضاء من طلب مني ذلك، لكن في داخلي لم أشعر بأني عفوت عنه. هل هذا يعتبر مسامحة، يعني أفقد حقي في الانتقام؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دمت أسقطت حقّك طائعا غير مكره؛ فقد صحّ العفو وسقط الحقّ، ولا تملك الرجوع فيه.
قال البخاري -رحمه الله- في صحيحه: بَابُ إِذَا حَلَّلَهُ مِنْ ظُلْمِهِ فَلاَ رُجُوعَ فِيهِ. انتهى.
وجاء في الموسوعة الفقهية: من المعلوم أن الساقط ينتهي ويتلاشى، ويصبح كالمعدوم لا سبيل إلى إعادته إلا بسبب جديد يصير مثله لا عينه. فإذا أبرأ الدائن المدين فقد سقط الدين، فلا يكون هناك دين، إلا إذا وجد سبب جديد. اهـ.
وفي شرح مجلة الحكام: المادة: 51: الساقط لا يعود. يعني إذا أسقط شخص حقا من الحقوق التي يجوز له إسقاطها يسقط ذلك الحق، وبعد إسقاطه لا يعود. انتهى.
واعلم أنّ العفو مندوب إليه ومرغب فيه شرعا، فهو خلق كريم يحبه الله، وهو سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، وطريق للعزة والكرامة، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:22}.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:..وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني