الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصلحة إعفاف الزوجين أعظم من مصلحة المسكن والأثاث

السؤال

أضع بين أيديكم مشكلة يعاني منها مجتمعنا اليوم، وقصتي مثال تطبيقي لهذه المشكلة:أنا فتاة متعلمة أنهيت دراستي الجامعية وتقدم لخطبتي شاب متعلم وملتزم ويخاف الله وكان الهدف الأساسي لإقدامه على هذا الأمر هو تحصين نفسه وبناء أسرة تخاف الله.كان رد أهلي هو القبول لكونه يتمتع بكل ما يمكن أن يتمناه أي أب ملتزم لابنته، وتمت الخطوبة بحمد الله و بعد أن تعرف أهلي عليه بشكل جيد وبعد أن اطمأننا له وكانت الأمور كلها تسير بشكل جيد دونما أي خلافات ولا أي أخطاء وحرصاً على الدين طرح فكرة "كتب الكتاب" وقد جاء هذا الطرح في وقته وذلك بعد مرور ما يقارب 4 أشهر، ولكنه قوبل بالرفض من أهلي جميعاً الذين يرون أنه لا حاجة لهذا الأمر إلا قبل الزواج بفترة وجيزة (أسبوع) علماً بأنهم لن يزوجونا إلا بعد أن يكمل المنزل بشكل نهائي ويضع فيه عفشاً كاملاً وفاخراً يليق بابنتهم على حد قولهم.والمشكلة الأساسية أنني تعلقت به وهو كذلك وكما نعلم جميعاً أنه كلما طالت فترة الخطوبة كلما تعلق الخطيبان ببعضهما وهذا أمر خلقه الله فينا فأنا والله أشعر بالذنب كلما نظر إلي أو نظرت إليه مع العلم أننا نحاول جاهدين تحري الحلال والابتعاد عن الحرام ولكن هذه نفس بشرية والله قد فطر الانسان على ذلك واستمر هذا الوضع وأهلي مصرون على موقفهم ويرون أننا نبالغ في طلبنا وأننا غير طبيعيين فمن صبر قليلاً يستطيع أن يصبر بعد.ووالله ما قمت بإرسال هذه الرسالة إلا بعد أن أحسست أنني لم أعد أتحمل فإنني أستيقظ على عذاب الضمير
وأنام كذلك ولا يوجد أي شخص من أهلي يتفهمنا ونحن نشعر حالياً بعد مرور حوالي 7 أشهر على الخطوبة أن الأمور بدأت تخرج من دائرة الشرع ولا ندري ماذا نفعل ولا كيف نقنع أهلي مع العلم أن أبي إنسان ملتزم ويخاف الله وقد ربانا على طاعة الله عز وجل.أرجوكم ساعدوني إنني أريد حلاً يرضي الله ووالدي ويريحني مما أنا فيه.وجزاكم الله عنا كل خير وبارك فيكم ولكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد شرع الله تعالى الزواج لمقاصد شرعية عظيمة، ومنها إعفاف كل من الزوجين، ومن هنا ورد أمر الأولياء بتزويج من هُنَ تحت ولايتهم، قال تعالى: [وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ] (النور: 32).

وفي سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فنتة في الأرض وفساد عريض.

بناء على هذا؛ فالذي ننصح به وليك أيتها الأخت السائلة هو أن يزيل كل ما يحول دون إتمام هذا الزواج، وحاولي أن تقنعيه بالموافقة على ذلك، واستعيني بمن له تأثير عليه، وينبغي أن يذكر بأن المسكن والأثاث بهذه الصورة المطلوبة ليس بأمر لازم، وأنه يكفي أن يكون الزوج قادراً على توفير الضروري منه ولو عن طريق الأجرة، ثم إن مصلحة إعفاف بنته وحفظ عرضها أعظم من مصلحة المسكن والأثاث.

وأن الزواج كلما كان أقل مؤونة، كان أكثر بركة وأرجى أن يجعل الله فيه الخير الكثير.

وبإمكان وليك أن يعقد لك على هذا الرجل لتكوني زوجة له شرعاً، ويؤخر الدخول إلى ما بعد قيامه بتجهيز المطلوب منه.

فإن أصر وليك بعد هذا كله على عدم إتمام الزواج، فيجوز لك أن ترفعي أمرك إلى القاضي ليتولى تزويجك أو يأذن لمن يتولى ذلك.

وننبهك إلى أن هذا الخاطب لا يزال أجنبياً عليك، فلا تجوز له الخلوة بك أو الحديث معك إلا بقدر الحاجة، وفي حالٍ تنتفي بها الخلوة، وتؤمن فيها الفتنة، وأما تبادل النظرات فلا يجوز.

وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى : 30033 ، 8799 ، 1151.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني