السؤال
أنا شاب عمري 29 سنة. كنت أملك عملًا خاصًا، ولكنني خسرت فيه، والحمد لله على كل حال. لم أتزوج بعد، وأرغب الآن في التقدم لفتاة، مع العلم أنني لا أملك المال اللازم لذلك، ولا أريد اللجوء إلى الاقتراض. فما الحل؟ أثابكم الله.
أنا شاب عمري 29 سنة. كنت أملك عملًا خاصًا، ولكنني خسرت فيه، والحمد لله على كل حال. لم أتزوج بعد، وأرغب الآن في التقدم لفتاة، مع العلم أنني لا أملك المال اللازم لذلك، ولا أريد اللجوء إلى الاقتراض. فما الحل؟ أثابكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن وجدتَ من تعلم بحالك، وترضى بالزواج منك؛ فبادر بالزواج ما دمت محتاجًا إليه، ولا حرج عليك في الإقدام عليه قبل أن تكون قادرًا على مؤنة الزواج، وهذه أقوال أهل العلم في المسألة:
قال عليش -رحمه الله- في منح الجليل شرح مختصر خليل: وفي الشامل: ومنع لمضر بامرأة لعدم وطء أو نفقة أو لكسب حرم ولم يخف عنتًا... وإن علمت المرأة بعجزه عن الوطء، ورضيت جاز، وكذا إن علمت الرشيدة بعجزه عن النفقة ورضيت. انتهى.
وقال النووي -رحمه الله- في روضة الطالبين: الفصل الأول فيمن يستحب له النكاح: الناس ضربان: تائق إلى النكاح، وغيره، فالتائق: إن وجد أهبة النكاح، استحب له، سواء كان مقبلًا على العبادة أم لا، وإن لم يجدها، فالأولى أن لا يتزوج، ويكسر شهوته بالصوم، فإن لم تنكسر به، لم يكسرها بالكافور ونحوه، بل يتزوج. انتهى.
وقال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: وظاهر كلام أحمد أنه لا فرق بين القادر على الإنفاق والعاجز عنه.
وقال: ينبغي للرجل أن يتزوج، فإن كان عنده ما ينفق، أنفق، وإن لم يكن عنده، صبر، ولو تزوج بشر، يعني: بشر الحافي كان قد تم أمره، واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح وما عنده شيء، ويمسي وما عنده شيء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم زوج رجلاً لم يقدر إلا على خاتم حديد، ولا وجد إلا إزاره، ولم يكن له رداء. أخرجه البخاري.
قال أحمد في رجل قليل الكسب يضعف قلبه عن العيال: الله يرزقهم، التزويج أحصن له، ربما أتى عليه وقت لا يملك قلبه فيه. وهذا في حق من يمكنه التزويج، فأما من لا يمكنه، فقد قال الله تعالى: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله. انتهى.
واجتهد في السعي في سبل الكسب الحلال، وتوكل على الله، وإلى أن يتيسر لك الزواج؛ فعليك أن تصبر وتستعف، ومما يعينك على الاستعفاف: كثرة الصوم مع حفظ السمع والبصر، والحرص على البعد عن مواطن الفتن واجتناب ما يثير الشهوة، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة مع الاستعانة بالله عز وجل والاعتصام به، وكثرة الذكر والدعاء وراجع الفتوى: 23231.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني