السؤال
هل يجوز لي أن أتفاءل بحقيبة أمتلكها، إذ كلما حملتها لا تخلو من المال، بخلاف باقي الحقائب؟ مع العلم أنني أعلم يقينًا أن الله هو الرزاق.
هل يجوز لي أن أتفاءل بحقيبة أمتلكها، إذ كلما حملتها لا تخلو من المال، بخلاف باقي الحقائب؟ مع العلم أنني أعلم يقينًا أن الله هو الرزاق.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التفاؤل أمر مشروع، لما فيه من إحسان الظن بالله تعالى، ورجاء الخير منه، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون به التفاؤل، كما جاء في صحيح مسلم عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل؛ الكلمة الحسنة، الكلمة الطيبة.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طيرة، وخيرها الفأل، قال: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم. وفي الترمذي من حديث أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه إذا خرج لحاجة أن يسمع: يا راشد، يا نجيح.
قال ابن حجر في فتح الباري: قال الخطابي: وإنما كان ذلك، لأن مصدر الفأل عن نطق وبيان، فكأنه خبر جاء عن غيب، بخلاف غيره، فإنه مستند إلى حركة الطائر أو نطقه، وليس فيه بيان أصلاً، وإنما هو تكلف ممن يتعاطاه. اهـ.
وعليه؛ فلا ينبغي التفاؤل بما ذكرت، ولا تعليق القلب بذلك؛ فلا مزية لهذه الشنطة على غيرها، وما ذكرت من أن المال لا يخلو منها عند حملها: فقد يكون نتيجة أسباب أخرى معتادة لا علاقة لها بهذه الشنطة، كما أن ذلك يؤدي إلى التطير بما سواها من الشنط، فيقع الإنسان في المحظور، حتى وإن كان يعتقد أن الله هو الرزاق.
قال ابن حجر في فتح الباري: فأما إن علم أن الله هو المدبر، ولكنه أشفق من الشر، لأن التجارب قضت بأن صوتاً من أصواتها معلوماً أو حالاً من أحوالها معلومة يردفها مكروه، فإن وطن نفسه على ذلك أساء، وإن سأل الله الخير واستعاذ به من الشر، ومضى متوكلاً لم يضره ما وجد في نفسه من ذلك، وإلا فيؤاخذ به، وربما وقع به ذلك المكروه بعينه الذي اعتقده عقوبة له.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني