السؤال
هل يشرب الإنسان من نهر الكوثر عند الحوض فقط، أم يشرب منه أيضًا في الجنة إلى الأبد؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنهر الكوثر في الجنة؛ لما رواه البخاري في صحيحه عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا -يا جبريل-؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، قال: فضرب الملك بيده، فإذا طِينُهُ، أو طِيبُهُ مِسْكٌ أذْفَرُ.
ومنه يصبّ في حوض النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يطلق عليه الكوثر كذلك، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، ما آنية الحوض؟ قال: والذي نفس محمد بيده، لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها، ألا في الليلة المظلمة المُصْحِيَةِ، آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه، يشخب فيه ميزابان من الجنة، من شرب منه لم يظمأ. قال ابن حجر في الفتح: الكوثر نهر داخل الجنة ... وماؤه يصب في الحوض، ويطلق على الحوض كوثر؛ لكونه يمد منه. انتهى.
ومنه تعلم أن الكوثر هو نهر من أنهار الجنة، والجنة فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذّ الأعين، فإن اشتهى المؤمن في الجنة الشرب من نهر الكوثر؛ فإنه يشرب منه متى شاء.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني