الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

في الركعة الأولى من صلاة الراتبة جلستُ للتشهد، ثم تذكرتُ وقمتُ للركعة الثانية، وبعد الصلاة سجدتُ للسهو بعد تصفحي للهاتف لمعرفة هل عليّ أن أسجد للسهو، فهل صلاتي صحيحة؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن سجودك للسهو بعد السلام لأجل زيادة الجلوس للتشهد هو مذهب المالكية، وهو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، كما تقدم في الفتوى: 17887.

ولا يضرّك تأخير سجود السهو لأجل تصفح هاتفك؛ فإن السجود البعدي يسجده الشخص متى ما ذكره، ولو بعد مدة طويلة، ولا تبطل صلاته إذا لم يأتِ به أصلا.

جاء في شرح عبد الباقي على مختصر خليل المالكي، أثناء الحديث عن سجود السهو بعد السلام: (وإن بعد شهر) -كما في المدونة-، أو بعد سنة -كما في الواضحة، والمجموعة-، أو أبدًا -كما في غيرهما-؛ لأنه لترغيم الشيطان، والترغيم لا يتقيد بزمان. اهـ.

وقال الدسوقي في حاشيته على الدردير في الفقه المالكي، معلّقًا على قول خليل وهو يذكر مبطلات الصلاة: وبِترك قبلي عن ثلاث سنن، قال: فُهِم منه أن البعدي لا تبطل بتركه، ولو طال؛ وحينئذ فيسجده متى ذكره. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني